23 ديسمبر، 2024 4:28 ص

التحولات الجذرية في الاستراتيجية الامريكية

التحولات الجذرية في الاستراتيجية الامريكية

لايمكن لأي مراقب سياسي ،إلا أن يتوقف عند التحولات الجذرية للأستراتيجية الامريكية الجيوسياسية ، في العالم عموما، ومنطقة الشرق الاوسط الملتهبة خصوصا ،وهذه التحولات تتجسد في السياسة الامريكية البطيئة، في موضوع محاربة الارهاب والقضاء عليه ،والتي حشدت العالم كله ضده ، بعد أن تغول وأصبح يهدد العالم كله ،وهو نتاج السياسة ألأمريكية الفاشلة ، ورطها بها المجرم بوش الابن، من خلال إحتلاله للعراق ،تحت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل،والعلاقة مع القاعدة، والتي إعترف بها الرئيس بوش نفسه ،وكثير من أعضاء الكونغرس الامريكي، ومدير المخابرات السابق،ولكن هذه السياسة جلبت للولايات المتحدة الامريكية الويل والثبور،وصارت سمعة أمريكا في الحضيض،وخاصة أثناء فترة رئاسة الرئيس أوباما، وأصبحت محل سخرية العالم،أليوم وبعد أن أجتاح الارهاب البشع الدول العربية ،بعد إحتلال العراق مباشرة ،تحت يافطة الربيع العربي، وسقطت أنظمة عربية، وتغير حكام عرب ،ودمرت دول عربية ،كليبيا واليمن وتونس ومصر ،وتغول الارهاب، وإنتشر في المنطقة كالهشيم في النار،فكان أن أحرق العراق وسوريا واليمن ولبنان،خاصة بعد أن سحبت ادارة الرئيس أوباما الجيش الامريكي من العراق نهاية العام 2011،وتسليمه لأيران ،لتحل إيران محل أمريكا في احتلال العراق، وتأسيس حرس ثوري عراقي في العراق، يأتمر بأوامر الولي الفقيه مباشرة، يقوده قاسم سليمان ، هنا مقتل السياسة الامريكية الفاشلة ،التي يقوم الآن الرئيس ترمب على تصحيحها، ولكن بعد ان سبق السيف العذل كما يقال، وفي الاستراتيجية الامريكية التي يسير عليها الرئيس ترمب ،إعتمد على محاربة هدفين بالتعاقب،هما القضاء على تنظيم داعش الارهاب والنصرة ، ومن بعدها يتفرغ لتحجيم إيران والقضاء على أذرعها في المنطقة كهدف ثان ،والتي تقاتل نيابة عنها وتعبث بأمن وإستقرار المنطقة، ولايمكن لاي مراقب حاذق ،أن يتجاهل ما تقوم به إدارة ترمب وحلفاؤها في هذا الاتجاه، ولنر مايحدث في العراق بهذا الخصوص،فالأدارة الامريكية تعمل مع العبادي وشركائها في الحكومة ،على إحالة الفاسدين من حيتان الفساد الكبار ، من رؤوساء الاحزاب والكتل والشخصيات المدعومة من إيران، ويستقوون بالميليشيات الطائفية،الى القضاء ،لتسقيطهم أولا في الشارع العراقي، وإحالتهم الى القضاء للتخلص منهم في مرحلة ما بعد داعش، وتعمل على إبعاد قادة الميليشيات والحشد الشعبي عن المشاركة في الانتخابات القادمة ،والتي تصر إيران ضمن مشروعها الديني التوسعي،أن تزج بقادة الميليشيات في الانتخابات لتضمن أكثرية في البرلمان والحكومة المقبلة ،تابعة لها ولاءا وخضوعا،وهكذا هوالصراع الآن بين استراتيجيتين امريكية وايرانية في العراق،والحراك السياسي الامريكي في العراق يتجه نحو معركته ضد الفساد بقيادة العبادي،الذي تعده شريكا للمرحلة القادمة ،لرئاسة الوزارة، بعد أن دعمته بالقضاء على تنظيم داعش ،ورفعت أسهمه في الانتخابات المقبلة، وتعمل على توجيهه للتحالف مع كتل أخرى من داخل التحالف الوطني ،كالتيار الصدري وتيار الحكمة ، ممن خرجوا وتمردوا على القرار الايراني،وأصبحوا في الخندق الامريكي وتحت خيمته، لضمان إبعاد النفوذ الايراني وإخراجه من العراق في مرحلة ما بعد داعش، وتصريحات امريكية وفرنسية وبريطانية والمانية ، بضرورة حل الميليشيات الايرانية في العراق وحصر السلاح بيد الدولة ، إحدى أهم تحركاتها ، وآخر تصريح لممثل الامم المتحدة ،تناغما مع توجهات الدول الكبرى ،قال يان كوبيتش ممثلها في العراق( أن السيد السيستاني وعدني بعدم دخول الميليشيات والحشد الشعبي في الانتخابات القادمة وحصر السلاح بيد الدولة) ، وهذا يعني أن إدارة ترمب وحلفاءه مصممين على إنهاء دور الحشد الشعبي والميليشيات الايرانية بأية صورة، بعد مرحلة الانتهاء من القضاء على تنيظم داعش والنصرة، ومحاربة الإسلام الراديكالي المتطرف الذي تنتهجه إيران وميليشياتها وأذرعها وحرسها الثوري ،الذي تعول عليه في تحقيق مشروعها الكوني التوسعي،أما في سوريا فإن الامر وصل الى نهاياته ، في فرض السلام الطويل،من خلال مؤتمرجنيف( 8)، الذي يعقد الآن بين النظام السوري والمعارضة ،وبإشراف أممي ودولي ورعاية ديمستورا ، بعد القضاء وطرد تنظيم داعش في جميع الاراضي السورية، إذن القضية السورية، وصلت نهاياتها وإنتهى الامر امريكيا وروسيا ،حسب تقاسم الهيمنة والنفوذ والمصالح هناك ،أثناء لقاء الرئيسين ترمب وبوتين في فيتنام،وفي لبنان كانت استقالة الرئيس سعد الحريري من السعودية، لها إشارات ودلالات قوية ،فهمتها إيران وأوعزت لحزب الله بالانحناء للعاصفة، والقبول بما أملاه وأعلنه الحريري ،من شروط على حزب الله ،للعودة الى الوزارة ،وهي عدم السماح لحزب الله القتال خارج لبنان، وعاد الحريري عن استقالته بدعم سعودي أمريكي واضح ، وفي هذا الاثناء إنعقد في المملكة العربية السعودية ،أهم مؤتمرلوزراء دفاع اربعين دولة اسلامية ،منضوية تحت إسم التحالف الاسلامي العسكرية ،الذي أعلن عنه وعن مهامه في العام الماضي،وبهذا تتكامل الأستراتيجية العربية الاسلامية، مع الاستراتيجية الامريكية، في مواجهة خطرتغول إيران المزعزع لامن وإستقرار المنطقة ،وراعية الارهاب العالمي، ورأس الافعى في المنطقة حسب التوصيف الامريكي،بعد أن نجحت دول الحصار و[إشراف وضغط أمريكي من تفكيك ألازمة القطرية وتحجيم دور قطر في دعم الارهاب والمنظمات الارهابية، وإبعادها عن العباءة الايرانية، التي أرادت ايران استغلال الازمة في شق الصف العربي، وتفكيك منظمة التعاون الخليجي ، بخلق حرب مع الدول المقاطعة لقطر، ثم إنفرط عقد إيران في اليمن ، وعودة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الى رشده، وفك الارتباط العسكري مع الحوثيين، وإعلان الحرب عليهم ،والذي يتبعون الولي الفقيه، ويدعمهم عسكريا وإعلاميا بكل انواع الاسلحة والصواريخ البالستية، التي ضرب الحوثيون بها المملكة العربية السعودية، من هنا يمكن القول، ان المشروع الايراني الكوني ،قد بدأ بالانحسار والأفول ،بعد أن تلقى الرئيس اليمني السابق،إشارات إيجابية من امريكا والتحالف العربي ، تدعمه عسكريا ولوجستيا واعلاميا في مواجهة الحوثيين( وقد بدأ فعلا من يوم أمس)، وإنهاء دورهم القذر في تدمير اليمن ، والتبعية المطلقة لولي الفقيه ، وجعل اليمن ،الخنجر الايراني في خاصرة الامة العربية ، إن تداعيات الاستراتيجية الامريكية وتحولاتها في المنطقة، تسير بشكل دراماتيكي متسارع ،فعملية تحييد تركيا وإشراكها في الحرب على النصرة وداعش ،داخل الاراضي السورية،وإبعاد خطر إقامة دولة كردية على حدودها مع سوريا، وسحب سلاح القوات الخاصة الكردية السورية التي حررت جرابلس وباب الهوى والرقة ،ونجاح إستراتيجيتها في أزمة استفتاء اقليم كردستان مع بغداد ، جعل من فاعلية السياسة الامريكية ،ممكنة وناجحة الآن، في تحديد مسار الحرب على الارهاب، نحو هدف واحد معلن ،هو تحجم إيران ولو بالقوة العسكرية،بإخراجها من كل سوريا والعراق واليمن، ونزع سلاح حزب الله ، وإنهاء دور الحوثيين العسكري،بإشراكهم في الحكومة القادمة الشرعية، بعد دحرهم عسكريا واستسلامهم للحكومة الشرعية، ومحاكمة المجرمين منهم ، تماما كما سيحصل في العراق ، ولبنان ، وسوريا، القطار الامريكي والتحالف الاسلامي العسكري، بدأ زحفه نحو أهدافه بعد القضاء على داعش، لتتحقق الاستراتيجية الامريكية ، في تجفيف منابع الارهاب بكل اشكاله الوحشية، وهذا لن يحدث قبل إنتهاء العام 2018، وهو عام إسقاط نظام الملالي في طهران ، وإنتهاء دور العمائم المتطرفة الطائفية البيض والسود،في العراق والمنطقة، ارى أن المجتمع الدولي كله ، يسير نحو التماهي مع الاستراتيجية الامريكية ، لانه إكتوى بنارها ، وسيكتوي أكثر ،إذا لم ينه الدور والخطر الايراني، الذي يتصاعد يوميا ،ويتغول في المنطقة بدعمه وتسليحه وتغذيته وتدريبه وتموليه، لكل أشكال الارهاب الاسلامي الراديكالي المتطرف ،بكل أشكاله وانواعه ومسمياته الدينية التي تتبرقع بعباءة الاسلام السياسي ، الايام المقبلة حبلى بالمفاجآت العسكرية والسياسية لننتظر ونرى ….