17 نوفمبر، 2024 2:22 م
Search
Close this search box.

التحميص والتحميس!!

التحميص: التسخين
التحميس: القلي
شعوب دول الأمة تتحمص من شدة حرارة الصيف , وتتعاون الحكومات فيها مع صولات الحر بتتمتع بتحميسها بقطع التيار الكهربائي في عز الظهيرة اللهابة , وما سمعنا بإعلان حالة الطوارئ بسبب الحرارة , ولا بإرشادات صحية لمواجهتها , وكم من المشاكل والضحايا حصلت بسببها.
واليوم أوربا تواجه موجات إرتفاع بدرجات الحرارة , وإذا الدنيا تنقلب , وحالات الطوارئ تسري في كل مكان , والدوائر الصحية في إنذار , ووسائل الإعلام تزدحم بالإرشادات والتوصيات اللازمة للوقاية من سطوة إلحرارة الغير معهودة.
ومن الواضح أن بعض حكومات دول الأمة تتمتع بتحميص المواطنين بحرارة الشمس , وتجتهد بتحميسهم بالحرمان من الكهرباء في عز الظهيرة , وقهرهم بالركض المنهك وراء الحاجات الأخرى الضرورية للحياة.
وما نادت منظمات حقوق الإنسان بضرورة التفاعل مع الحالة بآليات إنسانية تحافظ على سلامة المواطنين , وتقلل من أضرار إرتفاع درجات الحرارة , ولا وجدنا بحوثا ودراسات للوقاية من هذه الشدائد البيئية المتكررة.
وتتفاقم الأمور بشحة المياه , والتلويع بالكهرباء , وتدويخ الناس , ودفعهم إلى إضطرابات سلوكية , بسبب فقدان السوائل وعدم تعويضها , فيغضبون بسرعة , وينفعلون بشدة , ويفقدون القدرة على التقييم الحكيم , مما يؤدي إلى مخاطر تفاعلية متفاقمة.
وتعيش المنطقة أشهرا لهابة تذيب الحديد , والناس تسعى من أجل لقمة العيش , والمتسلط عليها في بحبوحة توقيه نيران النهار , وتفيض عليه بالهواء البارد الذي تضخه مكيفات الهواء التي لا تتوقف .
وتلك مأساة تعيشها المجتمعات المبتلاة بمن يتعالى عليها ويمتهنها , ويستعبدها بالحاجات اللازمة للحفاظ على بقائها.
إن المطلوب طرح المشاريع الكفيلة بتخفيف وطأة الحرارة , والتقليل من تأثيرات الأشهر السقرية , وتوفير المياه الصالحة للشرب , وتثقيف المواطنين خصوصا المسنين على تجنب فقدان السوائل , وتأمين المكان الظليل المبرد القادر على إنعاش الأبدان وحمايتها من آثار إرتفاع الحرارة.
ويقع على الإعلام بأنواعه مسؤولية التوعية والتثقيف , وتأهيل المواطنين ليتمكنوا من حماية أنفسهم من غائلة الإصابة بضربات الشمس , وإضطرابات البدن الحرارية التي ربما تؤدي إلى نتائج خطيرة , ومن اعراضها التشوش , وتباطؤ الكلام , وجفاف الجلد , وإرتفاع الحرارة , والتعرق الشديد , والصرع , وإن لم يحصل التداحل الطبي السريع فأن النهاية ستكون عاجلة.
ترى هل لدينا ثقافة وقائية من إرتفاع درجات الحرارة؟!!

أحدث المقالات