التخليل: إخراج ما بقي من الطعام بين الأسنان , وله معاني أخرى , كصناعة الخل من الأثمار.
تواجهك كلمة “محلل سياسي” في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة , وتتعجب من كثرتهم , وما يطرحونه من أقوال على أنها تحليلات , وما هي إلا تصورات لا تستند على أدلة وبراهين موثوقة , وأكثرها يُبنى على ما تتداوله الأخبار , والتصريحات التي يُراد منها التمويه والإلهاء والتضييع.
وبناءً على ما يتم تداوله , يبدأون بالتحليلات السياسية , التي تفضحها الأحداث والتطورات وتكشف عوراتها وبهتانها.
السائد في الإعلام من أخبار وتصريحات لا يمكن أن تكون ذات قيمة تحليلية , مهما توهم المحللون , بإعتمادهم على تخريجات منطقية وإدعاءات علمية , مستندة على نظريات وبديهيات معرفية.
التحليل السياسي , يدلي به أصحاب المعلومة الدقيقة الصحيحة , من الذين لديهم القدرة على أن يكونوا على مقربة من صناع القرار.
فشتان بين المحللين المعروفين في الصحف العالمية , الذين يستقون معلوماتهم من مصادر موثوقة , وبين الذين يسمون أنفسهم “محللين سياسيين” في بعض المجتمعات المتأخرة.
الجميع محللون سياسيون , وكتّاب ومفكرون وشعراء وأدباء وفلاسفة , فاختلط حابلها بنابلها , وإبتلع الليل نجومه.
أنتم لا تحللون بل تخللون , وتضللون بما تطرحونه من تصورات لا تتصل بواقع يميز غضبا , ويتقلب على جمرات الحرمان والجور والإمتهان.
فهل تبتلعون بقايا الطعام بين أسنانكم , أم تلفظونه على رؤوس المساكين؟
أملنا أن تحللوا ولا تخللوا!!