المقدمة : قبل الخوض في هذا الموضوع وجب التاكيد على :-
ملاحظة مهمة جدا :- لكا من يعمل او يريد ان يعمل في هذا المجال أنتبه قبل الخوض في التحليل، من المناسب بل يجب ألا تبدأ بإلقاء التهم شمالا ويمينا، أو تتسرع بتعداد الأسباب واقتراح الحلول أو اتخاذ رأي قاطع بل فكر مليا قبل ان تتكلم Think Twice Before You Speak Once
التحليل يتطلب امتلاك المعرفة الأمنية وحسن استغلالها = وعي أمني Security awareness
أول تعريف للأمن تدرج حيث كان مرتبطا بحياة الفرد ثم بالدولة ثم بالقوة.
الاغلبية كانوا يفضلون التعريف المرتبط بالحكم (الأمن القومي National Security).
الحكم، يعني تنظيمات أو هيئات ومجالس، ونظم قانونية، سلوك سياسي للأفراد والجماعات تقوم علي حل مشكلات الفرد والمجتمع إدارة وتنظيما.
السياسة الأمنية Security policy هي (فن إدارة الواقع من أجل تحقيق الممكن الراهن وصولا لتحقيق الغايات النهائية الواجبة).
حتى وقت قريب، كانت النظرة التقليدية للتحليل الأمني تفترض أن وحدة دراسة الظاهرة الأمنية هي الدولة.
مع تطور العلوم الأمنية، تم اتخاذ الوحدات الجزئية لأيّ نظام وحدات أولية للتحليل بدلاً من إطار الدولة.
النظام مجموعة مترابطة من الظواهر التي تحدث نتيجة مجموعة معقدة من العمليات.
وفي هذا السياق، يجب التأكيد على أن الإنسان هو المحور الرئيس للظاهرة الأمنية For the security phenomenon.
الإنسان متحرك متغير بإرادة، يعكس عدم ديمومة سلوكه هذا التغير يؤثر في حركة الظاهرة الأمنية بل تكاد ان تكون المحرك والاساس في التحليل الامني .
تعريف التحليل
A. التعريف/ عملية إدراك الموضوع، وتفكيكه لتحديد المؤثراتوالأسباب بغرض الوصول لفهم واضح ونتيجة تعي المتغيرات.
B. يعرف التحليل الأمني أيضا بالبحث عن المتغيرات والعلاقة بينها للوصول إلى نتيجة.
تتم دراسة المتغيرات باتجاهين:
1. دراسة علاقة المتغير بالظاهرة الكلية.
2. دراسة علاقة المتغير بغيره من المتغيرات الأخرى.
اساسيات و مفاهيم عامة
1. التفكير يحتاج إلى معلومات
2. التحليل يحتاج إلى معرفة
3. تقدير الموقف يحتاج إلى خبرة
4. اتخاذ القرار يحتاج إلى حكمة
5. مخرجات التفكير حل المشكلة
6. مخرجات التحليل سيناريوهات
7. مخرجات تقدير الموقف التوصية باتخاذ قرار
8. مخرجات الاستشراف والتنبؤ، التخطيط الإستراتيجي
أهداف التحليل الأمني
1. سبر أغوار أهم الأحداث الجارية والكشف عن مغزاها ودلالاتها.
2. التنبه لبعض الظواهر الأمنية وتحليلها والكشف عن أسبابها وتأثيراتها المتوقعة.
3. مناقشة الرؤى المختلفة للقوى الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع.
4. الكشف عن خفايا الأحداث والقضايا التي لا يستطيع القارئ العادي أن يتوصل إليها.
5. البعُد عن الأحكام المطلقة والبحث في كافة الاحتمالات الممكنة، ودرجة قوتها ومدى تأثيرها.
6. ترك المجال مفتوحا لتعدد وجهات النظر وقبول الرأي الآخر.
7. معالجة القضايا والمواقف بشكل أكثر وعياً وعمقاً، معالجة تستند إلى أدلة واضحة.
شروط تحقق هدف التحليل
1. اعتماد لغة خاصة تبتعد عن المبالغات.( الواقعية والعلمية ولكن قد نحتاج الى المبالغة في مورد او موارد خاصة ومعينة تفرضها طبيعة الحالة والظرف والزمان والمكان سنتطرق اليه لاحقا ان شاء الله ).
2. كثرة ضرب الأمثلة لتأكيد الرأي.
3. الابتعاد عن اللغة العاطفية أو الأدبية الزائدة أو العلمية الجافة.
4. الابتعاد عن التوجيه المباشر أو الخطابة أو الإقناع بالتخويف أو إطلاق الاتهامات دون بحث ومعلومات.
5. استخدام المصطلحات الأمنية والسياسية المعروفة التي لها مدلولات محددة في ذهن غالبية المتلقيّن.
الأثر التكتيكي للتحليل الأمني في بلوغ المعلومة الأمنية
The tactical impact of security analysis in obtaining security information
الدكتورة نورس احمد كاظم
تبحث العملية الأمنية من الناحية التكتيكية عن المعلومات المرحلية ذات الطابع الآني، والتي يتم جمعها تكتيكيًا في منطقة معينة أو حول هذه المنطقة، وغالبًا ما تتعلق بالمعلومات الاستخبارية في نطاق محلي محدود، أو عبر النطاق المتخصص في ناحية محددة، ذلك ان التحليل الأمني في هذه العملية محدد بوضع زماني ومكاني معين. كما أنه يُحدد وفقًا لطبيعة الهدف على مستوى المعلومة الأمنية كيفية التعامل التكتيكي معها، فيبين المحلل ضمن ذلك ما هي الأهداف الخطرة التي قد تُشكل ضررًا معينًا في ضوء المعلومات المتوفرة لديه من مختلف مصادرها. من ثم يضع مجموعة من الفرضيات الممكنة للتعامل مع هذا الهدف والتعرف عليه. ثم يُوّجه عملية التحليل العلمي وفقها؛ لتأكيد أو نفي هذه الفرضية أو تلك، وبناءً عليها يتم شطب الفرضيات الخاطئة واعتماد الصحيح منها.
كذلك للتحليل في المؤسسة الأمنية على المستوى التكتيكي مهام متعددة تتمثل أهمها في تحديد الأماكن المختلفة، والخطط المحددة للخلايا المعادية ورصدها بدقة ووضوح، وتحليل المعلومات فيها بعد تصنيفها، ودراستها واستنتاج التوقعات المحتملة والمفترض وقوعها، والتنبؤ بالمواقف التي يجب اتخاذها في ضوئها، وذلك بناءً على ما تقدّمه هذه التنبؤات من تصور دقيق للإمكانيات المختلفة فيما يتعلق بالجهات المشبوهة ومدى تطورها، وإعطاء التقديرات الاستخبارية الواضحة عن السياسة الأمنية المعادية؛ لأن ذلك يُساعد في بلوغ المعلومة الأمنية بوضوح مما يساهم بزيادة فاعليتها في بناء القرار الأمني في المؤسسات المعنية.
خلاصة القول ان أثر التحليل الأمني على المستوى التكتيكي يتمثل بالحصول على المعلومات الأمنية المطلوبة لأغراض التخطيط والتنفيذ على مستوى العملية التكتيكية ذات الطابع المحلي الآني المحدد، أو أنه يُشكل التنبؤات المقدمة مباشرةً لإسناد العمليات الجارية أو المخطط لها. ويكون هذا التحليل مركزًا دائمًا على مهمة عملياتية محددة، والتي تتمحور ضمن عملية بناء المعلومة الأمنية من ناحية التكتيك حول ما يتعلق بالخلايا المعادية في منطقة محددة، أو حول المنطقة ذاتها، وتحليلها أمنيًا بدقة، فضلاً عن ذلك أن التحليل الأمني محدد بوضع آني معين، أي أن له أهداف أبعد مما ذُكر قد تدخل في نطاق التحليل العلمي على المستوى الاستراتيجي لبلوغ المعلومة.
المقالة تم كتابتها من قبل الدكتورة نورس عبد الكاظم / قسم ادارة الاعمال
مكانة التحليل الأمني في المؤسسات الحكومية
The place of security analysis in government institutions
الدكتورة نورس احمد كاظم
يُمثل التحليل عقل العملية الأمنية برمتها بالنسبة لما يتم تحصيله من معلومات بما يُمثله التحليل بصورة عامة من بيان لأجزاء الشيء ووظيفة كل جزء منه، إذ يقوم على الشرح المعمق والتفسير الدقيق، للعمل على جعل المعلومة واضحة ومفيدة والسعي لتطويعها في الجانب الأمني. وقد زادت أهمية التحليل لدرجة باتت فيها من الضرورات لرجل الأمن ولغيره، وللمحلل الأمني بصفة خاصة، إذ بدون هذه العملية القائمة على توافر المعلومات من مختلف المصادر ووصولها في الوقت المناسب يصعب عليه القيام بتقييم جيد لها.
كما تنبع أهمية التحليل في كونه عملية تقوم بتفسير وشرح ما هو متاح من معلومات خام يتم الاعتماد عليها في عمليات التقييم والتخطيط المستقبلي البعيد المدى، وتحقيق النتائج المرجوة من ذلك.
The importance of analysis also stems from the fact that it is a process that interprets and explains the available raw information that is relied upon in evaluation and long-term future planning processes, and achieves the desired results from that.
بإعتبار الموضوع الذي يتم تحليله من الموضوعات المهمة للدولة والمؤسسة الأمنية على حدٍ سواء، وان معظم الدول تعتمد على التحليل في اتخاذ قراراتها الأمنية على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ كونها تساعد جهات الاختصاص من الاستفادة منها بشكل مناسب في اتخاذ القرار الأمني الرشيد. وكذلك تساهم في التنبؤ بالمعوقات التي قد تواجهه، وهذا ما يحاول المحلل تقديمه لمتخذ القرار؛ لمساعدتهِ في اتخاذه للقرار الأمني الأصوب. وجدير بالذكر أن عملية التحليل تُعد بمثابة بوابة الجهود الفعالة في العمل الأمني؛ لأن نجاح المؤسسة الأمنية يعتمد بالدرجة الأساس على هذه العملية المهمة والحساسة، وما تقوم به من عمل فعال في مجال تحليل وفهم المعلومات الواردة، والتي قد لا تُمثل بالمطلق حقائق أمنية أو معلومات صادقة حقيقية. وتزداد أهمية التحليل الجيد من الناحية الإجرائية بإعتماده على التوغل في المعلومة لاستنتاج ما تعنيه من دلالات واحتمالات، يتحدد في ضوءها النتيجة النهائية المتمثلة بصنع القرار الأمني الواجب اتخاذه نحو حدث أو شيء أو شخص ما لمواجهته ومنع خطورته.
كما إن التحليل يقوم بتلبيه الاحتياج الأمني وبيان الفهم الدقيق للحدث أو القضية المطروحة وتكوين صورة واضحة عن ذلك، والتوصل إلى توافق في الآراء حوله، وهذا لا يمكن إلا عن طريق مناقشة المعلومات وفهم الفجوات التي قد تعتريها، وإيجاد الحلول المناسبة، ومن ثم وضع الرتوش الأخيرة قبل إصدار القرار الأمني، والتي تُمثل في نظر السلطة الحكومية الأمر الظاهر في كل العمل الذي قام به الأجهزة الأمنية، إذ أن هذه العملية هي الأكثر أهمية بين كل العمليات؛ لأنها تُظهر قيمة كل ما قامت به المؤسسة الأمنية.