18 ديسمبر، 2024 8:20 م

التحرك الدولي الفعال ضد طهران مطلب ملح

التحرك الدولي الفعال ضد طهران مطلب ملح

بعد تولي ابراهيم رئيسي لمهام منصبه، تتوالى الانباء والتقارير من داخل إيران وجميعها تٶکد على إستمرار الحملة الممنهجة ضد الشعب الايراني ولاسيما من حيث تصعيد الاعدامات ووصولها الى الذورة في وقت تکتض فيه سجون النظام بالنزلاء بأضعاف طاقاتها الاعتيادية، وبذلك يثبت هذا النظام من أنه وطالما لم يتم ردعه دوليا فإنه يستغل السکوت والصمت الدولي لإرتکاب ماهو أفظع و أشنع بحق الشعب الايراني والانسانية.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي زعم قادته بأنه جمهورية المستضعفين وانه يناصر المظلومين والمحرومين ويسعى لتحقيق العدالة والرفاه الاجتماعي وقبل کل ذلك العدل بين أبناء الشعب، فإن إلقاء نظرة متسرعة على ماضيه وسجله الاسود الطويل للعقود الاربعة المنصرمة من عمره، نجد انه کان أبعد مايکون تماما عن کل تلك الشعارات البراقة التي إدعى حملها والسعي لتطبيقها بل والانکى من کل ذلك انه يعاديها جملة وتفصيلا ذلك لأن تحقيق العدل بين الناس والرفاه الاجتماعي سيقوض من دعائم حکمه الاستبدادي ويعجل بإسقاطه خلال فترة قصيرة، وهذا هو السر الکامن خلف التصرفات والاجراءات القمعية والاجرامية للنظام والتي تزداد وتائرها عاما بعد عام وتأخذ أشکالا ومضامين جديدة غير مسبوقة من حيث تسجيل أرقام قياسية في إنتهاك حقوق الانسان ومعاداة کل مايتلائم مع الثالوث السماوي الانساني الخير والحق والجمال، خصوصا وإن التغييرات التي تم إجراها المرشد الاعلى على النظام والتي رکزت السلطة في يده وجعلته ذو لون واحد بعد فرض ثلاثة وجوه مکروهة ومرفوضة من جانب الشعب على رأس السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
ويخطأ من يظن أن هذه الحملات القمعية التعسفية ضد الشعب الايراني هي حالة إيرانية داخلية لاعلاقة لها بالمنطقة والعالم، ذلك أن هذا النظام يقوم دائما بربط مشاکله وازماته بالعوامل الخارجية، وهو يحاول من خلال إحداث مشاکل وأزمات وفتن هنا وهناك التغطية على أزماته الداخلية، کما انه يسعى من خلال تصدير الارهاب او المشاکل والفتن والنعرات الطائفية والعرقية في مختلف نقاط المنطقة والعالم مقايضتها بأمور تخدم أهدافه وأجندته المشبوهة، وان ماقد جرى خلال الفترات الماضية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، تؤکد بأن هذا النظام لايفرق بين شعبه وشعوب المنطقة والعالم من حيث مساعيه للقتل والارهاب والجريمة والدمار.
أربعة عقود من التواصل الدولي مع هذا النظام في سبيل تغيير أو تحسين معاملته مع شعبه والکف عن الانتهاکات وکذلك عن التدخلات في بلدان المنطقة، قد أثبت عقمه وعدم جدواه، ومن هنا فإن المقترح الصائب لزعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، بشأن إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي يمکن إعتباره بمثابة مطلب ملح بالنسبة للشعب الايراني وان مبادرة المجتمع الدولي بهکذا خطوة شجاعة وجريئة سوف تبعث الفرحة والامل والتفاؤل والثقة في نفوس الشعب الايراني مثلما ستزرع عوامل اليأس والتشاؤم والاحباط والانکسار في أعماق النظام وتعجل من تقويض رکائزه القمعية والتعجيل بسقوطه.