11 أبريل، 2024 5:50 ص
Search
Close this search box.

التحرر من النفط!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحرية الحقيقية التي تحتاجها مجتمعاتنا وخصوصا المسماة نفطية , هي التخلص من قيد النفط الذي عطل العقول وشل إرادة الأمة , وأعجزها عن إطعام نفسها وتلبية حاجاتها , وحوّلها إلى عالة على الآخرين.
النفط لم ينفع أمة العرب كما يجب , بل أحرقها في أتونه , فنعمته تحولت إلى نقمة ونيران تنسجر فيها الأجيال تلو الأجيال.
فما هي منجزات النفط؟
سيقول قائل أنظروا دول الخليج فأنها متطورة عمرانيا , ويتناسى غياب المشاريع اللازمة لتنمية إرادة الأمة وتأمين حاجاتها الأساسية.
فالأمة النفطية , نسبة كبيرة من أبنائها تحت خط الفقر , ومجتمعاتها متأخرة في العديد من مناحي الحياة المعاصرة , ويهرب منها أبناؤها لأنها سحقت قيمة الإنسان , وأنكرت وجوده وحقوقه الأساسية , فأنظمة حكمها , فردية , عائلية , تحزبية , فئوية , وبعضها طائفية مقيتة.
فماذا جلب النفط للأمة؟
منذ أن إنبثق في ديار العرب , والويلات تتفاقم مع زيادة أسعاره , والحروب تتواصل , والنسبة العظمى من وارداته تنام في البنوك الأجنبية , وما تبقى منها يُشترى به السلاح لتدمير أمة العرب!!
هذا من جانب , أما الجانب الأقسى , أنه إنتزع من الأجيال إرادة التفكير الحر وإعمال العقل , وأوهمها بالإسترخاء والقنوط , وأن النفط سيغنيها ويمنع عنها الفقر والجوع والمرض , وهي تئن من ثلاثتها وما تمكنت من الإنتصار على واحدة منها.
قد يتهم البعض أدعياء الدين بتعطيل عقل الأمة , لكن للنفط دوره الفعال والمتواصل في هذا الشأن , ولولاه لتواصلت الأمة في إبداعاتها الحضارية الأصيلة , ولكانت مناهجها ورؤيتها متفوقة على غيرها من الأمم لأنها تمتلك معينا حضاريا ثريا ومتميزا.
فهل لنا أن نغادر ميادين النفظ المشحونة بالكسل والخواء؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب