مهما تم الحديث عن الاوضاع في العراق وتناول الامور المختلفة المتعلقة به، فإن أهم وأکثر قضية ذات تأثير في هذه الاوضاع، هي قضية التدخلات متعددة الجوانب لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الشٶون الداخلية العراقية وإن التغاضي عن هذه القضية أو تجاهلها، بمثابة التغاضي والتجاهل عن”مکمن الداء”و”مربط الفرس”، في الاوضاع المتوترة في العراق.
عندما تٶکد صحيفة”فاينانشال تايمز” البريطانية في تقرير لها بأنه” تم إنشاء وحدات الحشد الشعبي المدعومة من إيران بهدف محاربة تنظيم الدولة لكن يبدو أنها باتت تشكل تحالفات سياسية وتسيطر على أجزاء مهمة من الاقتصاد العراقي.”، فإن ذلك يعني بأن بأن النظام الايراني ومن خلال أذرعه”النافذة”و”المٶثرة”في العراق يريد أن يفرض سطوته ودوره ونفوذه أکثر فأکثر على الاوضاع في العراق ويحقق أهدافه وغاياته تبعا لذلك.
من الواضح جدا بأن هذا الکلام الصادر عن تقرير للصحفي المعروف أندرو إنغلاند، في صحيفة مرموقة نظير”فاينانشال تايمز”، له إعتباره الخاص ولاسيما إذا ماقد قمنا بمقارنته مع مايجري على أرض الواقع، والعراقيون بحمد الله هم من أذکى الشعوب بهذا الخصوص، ولديهم قول مأثور من إنهم”يقرٶون الممحي”، ولذلك فإنهم أحرف الناس بما يجري في العراق وخصوصا من حيث الدور المشبوه للنظام الايراني والذي صار موضع شبهة من جانب الشعب العراقي بصورة عامة والمکون الشيعي بصورة خاصة.
إستمرار الاحتجاجات العراقية وعدم توقفها على الرغم من کل المساعي والجهود المبذولة من أجل السيطرة عليها، أعطت إنطباعا بأن مايجري ليس مجرد حالة طارئة وعابرة يمکن أن تنتهي بإنتهاء مٶثراتها، وإنما هي حالة إستثنائية تمخضت عن تراکمات لحالات سلبية تجري منذ عام 2003، ولم تتم معالجتها بالصورة والشکل المطلوب، ولذلك فقد إستمرت الانتفاضة الشعبية منذ ثلاثة أسابيع ولم تهدأ أو تستکين على الرغم من کل المحاولات الجارية من أجل ذلك.
الخطر الاکبر الذي هدد ويهدد الشعب العراقي، هو الخطر القادم من النظام الايراني الذي أثبت ومن خلال الاحداث والتطورات من إنه يشکل الخطر الاکبر على الشعب العراقي، ولاغرو من إنه حري بالشعب العراقي أن يعلم بأن هذا النظام يشکل أکبر خطر على الشعب الايراني نفسه الذي صار يعتبره الاکبر المحدق به الى الحد الذي لم يعد فيه هذا الشعب يصدق مزاعم النظام بمواجهة مع أمريکا ويصر على التأکيد بأن العدو هو النظام نفسه.