18 ديسمبر، 2024 8:46 م

التحالف الوطني ينصب نفسه بديلاً عن الحكومة العراقية!

التحالف الوطني ينصب نفسه بديلاً عن الحكومة العراقية!

هناك من تحدث عن زيارة وفد التحالف الوطني،  وقال بأنه اصبح بديلاً عن الحكومة!، وعليه ترتيب اوراقه الداخلية اولاً؟، ويبحث عن مشروع لإصلاح العملية السياسية  قبل الذهاب لدول الخارج؛ بدل الدعوة الى مؤتمر للصلح بين “إيران” و “السعودية” وبعض الدول الخليجية! وهل إقناع الدول التي زارها الوفد بالعراق الجديد، يغنينا عن الدول الأخرى الرافضة له؟، ما تأثير تلك الدول على الداخل العراقي؟ ولماذا عندما يزور وفد التحالف الوطني بعض الدول العربية يكون وطني! وعلى العكس من السياسيين السنة يتهمون بالخيانة والتآمر!، هذه بعض الأسألة التي طرحت في الإعلام بخصوص زيارة وفد التحالف الوطني الى “مصر”و “تونس”.

لم ينصب التحالف الوطني نفسه بديلاً عن الحكومة العراقية، إنما كان يمارس دوره كالكتلة الاكبر، حاملاً معه بعض المشاريع والرؤى المشتركة التي تصب في مصلحة العراق أولا، والدول العربية التي زارها ثانياً، منها فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث بدء الإرهاب يدب في “مصر”، ومنها اقتصادية كدعوة للإستثمار والتبادل التجاري بين الدولتين، والأهم من هذا هو إعطاء صورة واضحة المعالم عن العملية السياسية في “العراق”، ودعوة مصر الى زيارة العراق للإطلاع عن كثب لما يحدث في العراق، وكانت المبادرة الاولى هي لمصر، هو الإعداد لوفد رفيع المستوى، يتكون من مجموعة من علماء (الازهر الشريف)  وغيرهم، لزيارة “العراق” وبالخصوص زيارة النجف الأشرف، وهذا لم يحدث بعد التغيير إطلاقاً، وهذا الإنفتاح على دول المحيط الإقليمي ضرورة لابد منها، لعودة العراق الى الحاضنة العربية.

اما ما يخص الدور الحكومي، فلم يعقد وفد التحالف اتفاقيات او معاهدات بين العراق والدول التي زارها، ومن يمثل الحكومة هي الحكومة ذاتها متمثلة بوزير خارجيتها، والتحالف بدوره يسعى الى بناء علاقات طيبه مع كل دول الجوار ودول المنطقة.

الكل يعلم إن الإرهاب مدعوم دولياً، وبعض الدول العربية لها اليد الطولى في ذلك الدعم المادي واللوجستي، لكل مسميات الارهاب مثل (تنظيم القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية)، لغايات معروفة اولها اخضاع العراق لهم، مع إضعافه وجعله ساحة لتصفية الحسابات، وهذا لا يمكن إيقافه أوالقضاء عليه، الا بإقناع تلك الدول بالعراق الجديد، وهذا يسهم كثيراً على إيقاف دعم الإرهاب، والحد من توسعه في المنطقة العربية، وذلك بإستخدام كافة السبل المتاحة، والعمل ايضاً على إقامة مؤتمر في مصر او غيرها، يجمع تلك الدول المتخاصمة لحلحلة المشاكل فيما بينها، وبشرط أن يكون العراق اللاعب الأساسي فيه، وهذا بكل تأكيد يخدم العملية السياسية القائمة فيه.

(التحالف الوطني) هو أول من طرح المشروع الوطني، لحل جميع المشاكل العالقة بين السياسيين بكل مكوناتهم، وإعادة ترتب اوراق العملية السياسية برمتها، فطرح بكل جرأة مشروع (التسوية الوطنية)، وأطلع عليها الفرقاء السياسيين والامين العام للأمم المتحدة بالإضافة الى حكومات الدول التي زارها وفد التحالف، لإبعاد اللغط الذي سيحدث بعد اطلاق المشروع بصفة رسمية، والكل بارك تلك الخطوات نحو الإصلاح.

(الأردن, إيران, مصر, تونس) لم تكن قناعتها بالعراق الجديد كافية، فلابد من الإنفتاح على جميع الدول الإقليمية، مع هذا سوف لن تكن المسألة مثالية لإقناعها جميعاً، فسيبقى هناك متحفظ وممانع، لكن الأهم هو العمل على الإنفتاح والتقارب مع المحيط العربي والإقليمي.

عندما زار وفد التحالف الوطني تلك الدول، كان يقيم في حينها مؤتمرات صحفية، يشرح فيها كل ما دار خلال اللقاء، ويطلع الجميع على مجريات عمل الوفد، أما الساسة السنة فهناك الكثير منهم من حضر في مؤتمرات وإجتماعات عقدت لأكثر من مرة في الدولة الواحدة، وكان غالبية الحضور هم من داعمي الإرهاب، ومن المطلوبين قضائياً لدى المحاكم العراقية، ولم يكن هناك اي مؤتمر صحفي او لقاء تلفزيوني يشرحون ويوضحون فيه ما دار داخل تلك المؤتمرات، ولا تزال المواضيع التي تناقش في تلك المؤتمرات سرية ليومنا هذا، فبكل تأكيد ستوجه اليهم أصابع الإتهام بالتخوين والتآمر على العراق.

ادركت مصر إن العراق يحارب أكبر قوى ظلامية، وهي الارهاب الداعشي نيابةً عن العرب، وهناك تقصير عربي اتجاه العراق وهذا عن لسان (حاتم بشاش) عضو مجلس الشعب المصري، “مصر” ليست كباقي الدول العربية، فهي دولة إقليمية لها وزنها وتاثيرها، على كافة المستويات الاقليمية والدولية، ويمكنها التأثير في تغيير وجهة نظر بعض الدول العربية حول العراق الجديد، وستكون مؤثرة في دعم وبناء العراق، اما تونس فهي بوابه جديدة للإنفتاح على دول المغرب العربي، كل هذا التحرك الذي قام به وفد التحالف الوطني، سيزعج بعض دول الجوار بكل تأكيد، وهذا ما بدى واضحاً من خلال تصريحات (أردوغان) الاخيرة، وتصرفاته الغير منضبطة حيال العراق.