الحرب تسرق الحياة، وتنشر الجهل، وهي صعبة، وتكمن صعوبتها بعدم السيطرة على الأدوات، التي تتحكم بها، سيما أن المعارك قد تخرج عن المجريات التقليدية، وقد تخسر ما كنت تحسبه في متناول اليد، وبرغم من كل هذه الصعوبات في عالم الحروب، علينا أن ندرك ما يتطلبه السلام هو أصعب من الحرب، في ترتيب أوراقه، في بلد المحاصصة تسرق حقه، والطائفية تحرق أشجاره الخضراء.
القائد الحقيقي؛ هو الذي لا يتبع أهواء من يتبعه، ويحاول المحافظة على نجاح التجربة الديمقراطية، ويجعل منها خدمة للبلد، ويعمل بعقل الحكمة، ويحافظ على سلامة أبنائه، من كل ما يتعرضون له، من الأفكار الهدامة، ووصولا إلى محاربة الجهل، ونشر التفكير العقلاني، وعدم الانجرار إلى التخوين ونظرية المؤامرة، وهذا ما يدور في عقل الجاهل، الذي يقتل الحكمة، وبهذا يجعلنا أن نصل بأن الجهل عدو الحكمة.
التجربة الديمقراطية، تحتاج إلى روحية صادقة ووطنية لا تبحث عن شيئا من لذاته سوى كرامة الآخرين، مثل ما فعل غاندي، ومانديلا، وما يحملوه من مرتبة عالية من العقلية، وما أوصلوا بلدانهم إليه، فهل اتعظ قادتنا؟ من تجارب الشعوب، ورغم كل ما يتعرض له قادة البلد، من علو الغبار والتشويه، لا سيما المتصدي اليوم لقيادة التحالف الوطني، فما هي إلا زخة مطر تجليه ويظهر وجهه المشرق.
ثمة فرق كبير بين تحالف الأمس وبين اليوم، فالعملية السياسية، تحتاج للمراجعة والتقييم، ومحاربة الفساد، فلو كان هناك لجان تراقب عمل وزراء التحالف، ولجان تنظر بالملف الأمني وتتابعه، وباقي الملفات التي تختص بالتشريع، والتنفيذ، والقضاء، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، بلحاظ أن نسبة الوزراء ورئيس مجلس الوزراء، من التحالف يمثلون أكثر من نصف المجلس، لو كانوا جادين في نجاح عملهم، وخدمتهم، لنجحت الحكومتين السابقتين، وقدمت الخدمة للمواطن.
في الختام؛ التحالف الوطني بروحه الشبابية، ولجانه العشر، يستحق عشرة من عشرة، لدوره الفعال في القضايا الوطنية.