19 ديسمبر، 2024 2:56 ص

التحالف الوطني من الأفق الداخلي الى الفضاء الإقليمي

التحالف الوطني من الأفق الداخلي الى الفضاء الإقليمي

لملم التحالف الوطني أطرافه, وجمع شمله, بعد أن شهد حالة من التشظي والتشرذم, وغياب الرؤية الموحدة, وعَمِل على حلحلة مشكلاته الداخلية, لإيجاد صيغة وحدوية تجمع كل مكوناته.
هذا التوجه الوحدوي, تزامن مع تحديات كبيرة, ومنزلقات مخيفة, وتَغَيّرٌ مرتقب في العراق والمنطقة, فالمعارك مع داعش قاربت على الانتهاء, بتطهير الأرض العراقية من عصابات التكفير, وبانتهاء المعارك فلن يكون عراق ما بعد داعش كعراق ما قبلها, كما إن المتغير في سوريا والدول المجاورة أيضا أمراً سرَّعَ من لَمِّ شمل التحالف.
أولى الخطوات كانت في هذا المجال, هي الإتفاق على إنتخابات رئاسة جديدة, تسنمها بالإجماع السيد عمار الحكيم, لتأتي بعدها الخطوات المؤسساتية, حيث تم الإتفاق على نظام داخلي, ومنهجية عمل للتحالف, مما سيجعل منه مؤسسة فعالة, قادرة على مواجهة المتغير.
بعد هذا التنظيم لعمل التحالف, عمل قادته على الإنفتاح على الدول الإقليمية, وخصوصا بعد طرح مشروع التسوية الوطنية, الذي تبناه التحالف, لكي يوضح وجهة نظره للدول التي لها مساس بشكل أو بآخر بالشأن العراقي.
كانت وجهة التحالف الأولى إلى الجارة الأردن, وترأس السيد عمار الحكيم الوفد, يرافقه قادة الكتل المشكلة للتحالف, أجرى الوفد خلال هذه الزيارة لقاءات مع ملك الأردن, ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة الأردنيين, ثم تلت هذه الزيارة زيارة إلى الجارة جمهورية إيران الإسلامية, بنفس الوفد, جرى خلالها اللقاء بالمرشد الأعلى, ورئيس الجمهورية, وكبار رموز القيادة الإيرانية.
الإنفتاح على المحيط الإقليمي ضرورة مهمة للتحالف الوطني, خصوصا مع حساسية بعض الدول منه لإعتبارات طائفية, ومن الأفضل للتحالف أن يكرر زياراته هذه إلى دول مؤثرة في المنطقة كمصر والإمارات.
ويبدو إن زيارة وفد التحالف للأردن قد أتت أُكلها, من خلال لقاء ملك الأردن برئيس مجلس النواب سليم الجبوري والنجيفي, وتلاه لقاء علاوي, وتصريح الملك بضرورة العمل على التقارب والاتجاه لإيجاد صيغة وحدوية تخدم الجميع.
نجاح خارجي للتحالف الوطني, يضاف لنجاحه الداخلي, نتمنى أن يأتي بثماره لحلحلة الوضع العراقي, وبيان وجهة نظر المكون الأكبر لتلك الدول المتحسسة منه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات