23 ديسمبر، 2024 4:14 م

التحالف الوطني … محاور واهداف ؟!! 

التحالف الوطني … محاور واهداف ؟!! 

التحالف الوطني من المؤسسات القانونية التي تحكم الاغلبية البرلمانية ، كما ان من مهامها مراقبة اداء رئيس الوزراء تحديدا ، والحكومة عموماً ، كونها تمتلك الاغلبية في تغيير ورسم سياسة الدولة العليا ، وما حصل خلال الفترة الماضية من عمر هذا التحالف ، ان هناك أيادي اريد ان تضعف هذه المؤسسة وتكون بلا دور واضح ، في ظل التخبط في اداء الحكومة ورئيسها، والذي اصبح هو التحالف الوطني وهو صاحب القرار ، بل اكثر من ذلك لم يعطي اي دور للبرلمان في مراقبة ومتابعة حكومته وعلى مدى الدورتين السابقتين ، والى الان ما زالت نفس الايادي تحاول تضعيفه ومنع اي دور له من خلال المماطلة والتسويف في انتخاب رئيسه ، وما دام هذه الإرادات نفسها التي افشلت البلد وجعلته لقمة سائغة بيد داعش ، فان الوضع الكارثي سوف يستمر والخطر في ازدياد ، لذا يجب ان يكون هناك ارادة في تفعيل دور التحالف الوطني ليكون المراقب والمتابع ويكون الحصن الحصين للدولة والحكومة . 
الان وبعد عامين من التشتت في المواقف ، وغياب الرؤية وعدم الاتفاق على اختيار بديل لابراهيم الجعفري الذي اصبح وزيراً للخارجية، إختار التحالف الوطني زعيم المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم، رئيساً له، في خطوة أعتبرت “إيجابية” بالنسبة للظرف الذي يمر به العراق والتحالف.وستكون عملية رئاسة التحالف دورية، حيث سيكون رئيس التحالف بعد الحكيم، احد مرشحي ائتلاف دولة القانون، وتشير معلومات من مصادر داخل التحالف أن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قد يكون الرئيس المقبل للتحالف ، في حين ان اعضاء التحالف الوطني عدوا وجود السيد الحكيم في رئاسة التحالف الوطني واعادة نشاطه ، امر ضروري ومهم ويشكل خطوة ايجابية في عمله ودوره المستقبلي ، وعلى الرغم من وجود والخلافات والفجوات الموجودة بين بعض كتله، لكننا نأمل أن تنتهي مع خارطة العمل الجديد للتحالف .
ان اختيار الحكيم رئيسا للتحالف يفتح المجال واسعاً ، امام أعضاءه ان تكون لهم الفرصة بادارة امور التحالف ولجميع كتله، وهذا امر قد  يسهم في حلحلة المشاكل التي يعاني منها التحالف، لذا نتوقع ان يلعب التحالف الوطني دوراً اكبر في العملية السياسية خلال الفترة المقبلة . 
الحكيم وفي اكثر من مناسبة عبر عن نيته العمل على ان يكون التحالف الوطني مؤسسة سياسية مهمة تلعب دوراً ايجابياً في العملية السياسية العراقية ، ذات لجان تعمل بمهنية عالية ، وكلا بسياق تخصصه ، ورويته للوضع السياسي ، كما ان إختيار التحالف الوطني للحكيم رئيساً به بعد سنتين من المخاض، تأكيداً على رغبته للبدء بصفحة جديدة تاتي متوازية مع الانتصارات المهمة والنوعية على الإرهاب والمساعي المشتركة للخروج من دوامة اﻷزمات التي تعصف بالعراق .
يبقى التساؤل المهم ، عن نية اعضاء التحالف انفسهم ، في تطوير التحالف ، وتفعيل دوره الوطني والسياسي ، كما هو نفس التساؤل عن مدى نجاح الحكيم في مسعاه السياسي ، وتفعيل دور التحالف ، خصوصاً مع وجود الخلافات الحادة بين كتله وأعضاءه ، وأهمية نبذ الخلافات الداخلية داخل التحالف الوطني خصوصا وانه يمتلك شخصيات وطنية وسياسية لهادور كبير في قيادة البلد طول الفترة الماضية ، والاسراع في حل كافة الملفات واقرار القوانين العالقة والمضي في محاربة الفساد المالي والاداري ، لان المواطن ينتظر تقديم الامن والخدمات وهذه من اولويات البرلمان والحكومة المنتخبة .