22 نوفمبر، 2024 10:44 م
Search
Close this search box.

التحالف الوطني في الانعاش ؟!! 

التحالف الوطني في الانعاش ؟!! 

التئم شمل التحالف الوطني نظرياً ، بعد قطيعة واختلاف بين مكوناته. حولته الى كيان مريض ، لا يتخذ قرارات ، او يمارس دوره المرسوم كأكبر كيان سياسي ، وتحول الى  كيان يكتفي بإصدار البيانات ، وتحولت اجتماعاته الى اختلاف احصر فاكثر ، مما ولد شعوراً بالاحباط لدى الشارع العراقي ، ان التحالف الوطني لم ولن يكون خيمة تقارب بين قواه المختلفة ، اذ كشف الاجتماع الاخير للهيئة السياسية ، وما تلاه اجتماع للتحالف الوطني في قاعة بغداد بمكتب السيد الحكيم ، عن خلاف واختلاف بين قواه ، اذ ان اعضاء حزب الدعوة جناح المالكي ، لم يكونوا من ضمن الحضور، وكان العذر ان هناك اجتماع للدعوة متزامن مع اجتماع التحالف ، وهذا بحد ذاته نية سيئة باتجاه توحيد الجهود التحالفية لإعادة دوره وتفعيله . 
الحكيم ومن خلال هذه الاجتماعات (التنظيرية) ، يحاول اعادة تفعيل دور التحالف الوطني ، وماسسته بما يحقق تفعيل كافة دوائره ، والتوجه نحو توجيه قرارات الدولة الاستراتيجية ، ويكون مصداً عند كل قرارات الحكومة ، والتي لا تمتلك البعد ، او لا تنظر الى المصلحة الوطنية ، ومصالح الشعب العليا ، اذ جميع المحاولات التي قام بها الحكيم باءت بالفشل ، وذلك لان الطرف الاقوى في التحالف لا يريد ان تكون هناك جهة  رقابية على الحكومة ، والتي ظلت تمارس السلطة بالوكالة ، الامر الذي خلق عدم الثقة بين أطراف التحالف ، واوجد الخلاف الحاد بين مكوناته ، ووصل الحال الى المواجهة ، واعلان الحرب على حكومة الدعوة ، من خلال التظاهرات والمسيرات والاحتجاجات ، ودخول المقر التشريعي للدولة العراقية .
تصريحات اعضاء التحالف بينت حجم الخلاف داخله ، اذ عد البعض هذه المحاولات بأنها غير مجدية ، وان التحالف الوطني ولد ميتاً ، والبعض الاخر عدّ محاولات الحكيم في تفعيل دور التحالف ، تدخل في تهميش الآخرين ، خصوصاً وان الحكيم يمتلك علاقات متميزة مع القوى السياسية العراقية ، والدول الإقليمية ، الامر الذي يسهل مهمته ، وأيجاد التقارب بين قواه ، ولكن في ذات الوقت وكما يرى الكثير من المحللون ان تسنم الحَكِيْم لرئاسة التحالف الوطني ، ليس بالمهمة السهلة ، خصوصاً وان منافسيه السياسيين من الشيعة ، لا يخفون نواياهم في فشل مهمته بتوحيد الصف الشيعي ، قبيل الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة ، وان عدم حضور المالكي ومقتدى الصدر رسالة غير مطمئنة ، بان مهمة الحكيم لن تكون سهلة ،وان القادم سيكون اصعب . 
ربما هي جهود سياسية جيدة ، وموفقة في لملمة شتات القوى الشيعية ، وتوحيد موقفها السياسي المنقسم ، وإيجاد رؤية موحدة في داخل التحالف ، من مجمل القضايا الاستراتيجية للبلاد ، الا ان هناك تشائم يخيم على الجو السياسي ، سواء في الوضع الشيعي او انعكاساته على الوضع العام للبلاد ، مما يجعل الموقف صعباً جدا ، هذا اذا وقفنا على مكامن الخلل في المشهد التحالفي ، فدولة القانون وتحديداً حزب الدعوة ، ادمن سياسية المماطلة والتسويف ، وترحيل المواقف ، وإدارة الدولة مرحلياً ،دون اي رؤية للمستقبل ، وهذا اصبح سياسية متبعة للدعوة ، تعمل على ترسيخ   قواها في مفاصل الدولة ، وتعزيز وجودها ، فمنذ اكثر من ثلاثة عشر عاماً ، وهم يسعون الى تجذير وجودهم السياسي ، وإيجاد وتعزيز ” الدولة العميقة ” ، الامر الذي يجعل الموقف صعباً،وان هذه الاجتماعات لا يمكنها حل المشكلة ، وان الحكيم لوحده لايمكنه باي حال من الاحوال لملمة ، الأخوة الأعداء ، وتوحيد مواقفهم ، لهذا فان التحالف الوطني لن يرى نوراً ، وينبغي الاعتماد على البدائل وهي تشكيل كتلة قوية ، تتعدى الطائفية والقومية ، وتكون هي من تشكل الحكومة القادمة ، والانتهاء من ملف التحالف الوطني ، وغلق مثل هذه الملفات التي امست ملفات خلافية ، عززت الشرخ بين القوى الشيعية ، وأضعفت الموقف السياسي الشيعي ، لهذا والى الان فان التحالف الوطني مازال في غرفة الانعاش ، وربما يعلن عن وفاته قريباً .  

أحدث المقالات