قاربت العملية العسكرية الجارية في الإنبار على تجاوز شهرها السادس, وموعد الحسم مؤجلاً, وتزداد بالتأجيل دماء أبناء القوات المسلحة, دمائهم لا تعادلها رؤوس كل دواعش الكون؛ فأحترموا جراحنا وكفى..
قلنا قبل أشهر إن هذه العملية لم يأت توقيتها أعتباطاً, وستكون الزاد الذي ينافس به رئيس الوزراء خصومه في البيت الشيعي, وهو ما حصل بالفعل, غير إن هذا الزاد من الممكن أن يقضي على الزعيم وكتلته بعد إصابته بالتخمة؛ شرط أن تقف الكتل المنافسة موقفاً مسؤولاً!.. فأين ذهبت أهازيج النصر؛ فيما تعلن الحكومة إن داعش تمكنت من قطع الفرات؟!
سابقة لم تحصل في التاريخ؛ حفنة من أوباش الصحراء يستولون على بلدة صغيرة والحكومة بعدتها الأمريكية والروسية تعجز عن المواجهة! ما الذي يحصل؟!..سؤال على التحالف الوطني أن يجيب عليه, ولعل جميع الكتل المشتركة في الحكومة اللافظة لإنفسها الأخيرة مطالبة بالتوضيح, غير إن التحالف يبقى هو الكتلة الأكبر والتي ينتمي لها شخص القائد العام, وهي الكتلة المكوناتية التي أفرزت الرئيس, سيما في صراع المكونات الجاري في العراق..
المحتكون بمواقع القرار يعرفون جيداً الأماكن التي تجيّش بها الخطابات الحربية الساعية لخلط الأوراق, بيد إن هذا لا يبرر سكوتهم عن الإنهيار الذي تتعرض له الدولة العراقية والإبادة التي تستهدف الشعب العراقي, سيما مكون الأغلبية..قد يكون التفرد والحزبنة التي تدار بها الحكومة العراقية عائق حقيقي أمام وقفة التحالف الوطني المطلوبة؛ لكنّ الأحداث وصلت لمرحلة الخطر المتوقع من الهزيمة, والتي لا تعني هزيمة حكومة أو شخص, بل سيكون غرق المركب بمن فيه.
لا يمكن التفريط بحياة شعب بهذه الطريقة الفجة؛ فمؤشرات الخلل واضحة, دمائنا الجارية لن تسحب أحتجاجها أمام الله بحديث (الآلنكي) الذي تحدّث به وزير الداخلية وكالةً!.
الماكنة الإنتخابية تسحق أموالنا, وتحصد أرواحنا؛ بينما (داعش) تنشط على أسوار بغداد..من فشل بإدارته, وأستخدم الوسائل اللامشروعة في حكمه, لا يستحق التغيير عبر صناديق الإقتراع؛ إنما على كتلته الأم محاسبته والبراءة منه لمنع تكرار إستخدام الدماء في كتابة اليافطات الإنتخابية مستقبلاً..!