التحالف الوطني؛ الامتداد للاِئتلاف العراقي الموحد، ويعتبر الجناح السياسي للمكون الشيعي بالعراق، انبثق نوره بعد سقوط صنم البعث في بغداد، الذي يضم في تركيبته السياسية الاحزاب الرئيسية بالعراق من المكون الشيعي.
تشكل التحالف الوطني العراقي وشع نورهُ، بعد تحرير العراق من صنم الدكتاتورية، لِلملمة اوراق العراق عامة والمكون الشيعي خاصة من التطاير، فعلى اثرها جاءت مباركة وتأييد من مرجعية النجف الدينية، ان لاينحصر بجهه خاصة اي بلون خاص وهذا ما اكدت عليه مرجعية النجف الاشرف، ان يكون للعراق جميعاً رغم صبغته بلون التشيع، فبزغ نور فجر جديد على العراق، وبقياده حكيمة تتصف بالحنكة السياسية والدينية، ذات عمق تاريخي على جميع الاصعده، فانبرا لقيادة التحالف الراحل السيد عزيز العراق(قدس سره)، لما له من ثقل ومقبوليه وقوة شخصيه سواء بداخل التحالف او مع الفرقاء من الكتل السياسية الاخرى. لعزيز العراق دوراً مهماً بقيادته لتحالف مما جعله، رائداً في بناء التجربة الديمقراطية بالعراق، ورُكن رئيس ورقماً صعباً في المعادلة السياسية، استطاع السيد الحكيم بستراتيجته الخاصة وقرآئته للمشهد السياسي ان يحافظ على مكتسبات النظام السياسي، وان يطفيء نيران الطائفية التي عصفت بالعراق في تلك الحقبة الزمنية خصوصاً مابين عامي 2006 و2008، وان يحافظ على النسيج العراقي من الذهاب الى المجهول، هذا شاهد على كثير من الشواهد التي يطيل بنا المقام بذِكرها.
تعرض التحالف الوطني خاصة الى التشضي والتذبذب بالمواقف وباتخاذ القرار، بعد رحيل السيد الحكيم “قدس سره”. انطفئ نور الكيان السياسي واصبح عباره حِبرٌ على ورق بسبب بعض التجاذبات والمفاهيم الخاطئة لدا بعض مكوناته، لاجل اضعافه والتفرد بمركز القرار وهذا ما تم لمسه خلال الفتره الزمنيه ما بين 2009 و 2014 ومنذ ذالك الوقت والى يومنا اصبح ميت سريرياً، لم يستطع ان يسعف نفسه.
ادركت مكونات التحالف بعد سنين مضت، ان البقاء على ما هو الحال عليه سيكون نسياً منسيا، لذا عادوا الى رُشدِهم لتصحيح المسار، لاختيار شخصية لقيادته ذات رؤيه واضحه في برنامجها، ذات مقبولية لدا جميع الاطراف من داخل التحالف وخارجه، لهذا اتجه الجمع الى السيد الحكيم، الذي لم يطلبها لنفسه في يوماً ما.
سؤال يتبادر الى الاذهان هل سيتمكن الحكيم كما عهده العراقيون من تجاوز المحنة وانتشال التحالف الوطني من مرضه المزمن رغم اختلاف المرحلة وتعقيداتُها عما كانت عليه في زمن عزيز العراق ? المتابع للمشهد السياسي لسيد الحكيم بامكانه عبور هذه المرحله الحرجة، لما له من قرآه خاصه بالمشهد السياسي العام ولتحالف بشكل خاص، من جمع الفرقاء السياسيين واذابة جليد الخلاف بين المكونات، الحكيم سيغير المعادلة و يصحح مسارها بتظافر الجهود من قِبل الجميع والعمل ضمن الفريق المنسجم، عندها سيصل الجميع الى بر الامان.