18 ديسمبر، 2024 11:24 م

يبدو أن أنظمة الحكم الشديدة لم تكن خيارا وإنما جبرا , أي أن الحكم لا يكون فاعلا من غير قوة وجبروت , فالطبع البشري بحاجة لقوة للجم جماح النفس الأمارة بالسوء الفاعلة في دنياه.
ولهذا سنّ حمورابي قوانينة , ومَن سبقوه , وبموجب ذلك كانت الشرائع ذات إجراءات قاسية هدفها الردع.
وفي الزمن الذي تطالب به الجموع بإقتلاع منابر القوة والتحكم المطلق , تحول البشر إلى وجود سائب يتفاعل بعشوائية مروعة.
فالمجتمعات التي تسمى حرة فيها قوانين صارمة , وما أن ترتخي قبضتها حتى تتفاقم الجرائم , ولهذا نجد نسب الجرائم تتزايد في الدول التي فيها قوانين تتعامل مع المجرمين بمرونة , وقد بلغت بشاعات الإجرام أن القاتل يتمتع بتثريم البدن الذي قتله فيقطعه إربا إربا.
وتتكرر هذه السلوكيات والقوانين رحيمة , ولا تتخذ منهج العقاب الصارم المتوافق مع حجم الجريمة , فلو قتلت عددا من الأبرياء , فالقانون سيتعامل معك بخصوصية وآلية تشعرك بأنك تكافأ على ما إقترفته , وكلما إزدادت بشاعة الجريمة , وجدت نفسك في حالة ذات إهتمام كبير , ورعاية فائقة لأنك صاحب خصوصية إجرامية عالية , وأقسى ما تنتهي إليه أن تسجن مدى الحياة , وبعد بضعة سنوات تخفف العقوبة لحسن سلوكك , ومن ثم تجد نفسك طليقا.
وهذه التفاعلات اللينة مع المجرم , والقسوة على الذين يحاربون الإجرام , ويلقون القبض على المجرمين , أدت في بعض المجتمعات إلى تفاقم الجرائم البشعة المرعبة.
فتردك أخبار القتل اليومي والإبداع في تثريم الأبدان وتحويلها إلى كومة لحم توضع في أكياس القمامة.
إنها لعبة إطلاق أباليس ظلمات النفوس البشرية الني لا ترحم , وحرية التعبير عن الشر.
فهل أدركتم معنى الحرية بلا قانون صارم شديد؟!!