ثبَّط: أضعف , أوهن , عوّق , أخّرَ
من العادات الغريبة والتفاعلات العجيبة عراقيا وعربيا , أن المجتمع فيه طاقات إحباط وتثبيط للعزائم والإرادات الخيّرة.
وهذه معضلة سلوكية واضحة في الكتابات المنشورة , التي يعبّر فيها أصحابها عن مشاعرهم السلبية تجاه شخص آخر.
ولا يُعرف لماذا يختارون شخصا ما , لكن القاسم المشترك أنهم يستهدفون المتميزين القادرين على العطاء الأصيل.
فعلى مسار العقود الماضية وأقلام المثبطين ناشطة ولها قراؤها وصحفها ومروّجيها , مما يتسبب بخسائر فكرية وثقافية وحضارية جسيمة .
ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم تجد أبواق التقليل من قيمة القدرات الإبداعية بأنواعها ذات أصوات عالية , وصداها يملأ الآفاق ويمضي ساريا في الأجيال.
وما من مُصلح في هذه الأمة إلا وعانى وتعذب وتشرّد بل وبعضهم قُتِل , فالمُصلحون لا ينفعون ولا يوجد مَن يساندهم ويدافع عنهم , فهم لوحدهم في النزال , والأقلام المسعورة تنهال عليهم وتصيبهم بأضرار بليغة.
وما نجا مُصلح أو مفكر من صولاتهم , فهؤلاء اليوم جيش عرمرم يهاجم كل قلم تنويري وطني أمين.
فلا يهدؤن ولا يملكون مادة معرفية ذات قيمة ثقافية حضارية , وإنما العدوان منبع ما يكتبون.
وهكذا فالأمة فيها مَن يطفيئ أنوارها , ويبعثر رؤاها , ويعطل أفكارها , ويهجم على العقول الطامحة بحاضر أفضل ومستقبل أجمل.
ويهيلون على وجوه الأجيال تراب الغابرات وثرى الأجداث الباليات.
ولا يُعرف ماذا يريدون , فهل من شدة أحقادهم بسمومهم يتمرغون؟!!