18 ديسمبر، 2024 10:04 م

التبيين ..لدفع الشبهات ورد الاساءات عن الشهيد الصدر وفتواه للصائم بجواز التدخين

التبيين ..لدفع الشبهات ورد الاساءات عن الشهيد الصدر وفتواه للصائم بجواز التدخين

مثل السيد الشهيد الصدر الثاني قدس أبرز اطروحة فكرية وثورية في عصرنا الحالي أتسمت بالنقاء والصفاء والعلم والشجاعة والإخلاص للدين والوطن أيقض من خلالها الضمائر ونوّر البصائر , طرزها واختتمها بدمه الطاهر شهيداً صابراً محتسباً في ظروف موضوعية شبه مستحيلة وسلطة دموية ظالمة متجبرة ! لكنه اخترقها من القلب وانتزع من جوفها الآلاف من العباد , وكل عراقي بغض النظر أنه يقلد السيد الشهيد أو لا يقلده فهو مدين وفي عنقه جميل للشهيد الصدر لأن اطروحته وثورته كانت عامة شاملة داعية للخلاص والصلاح ورفع الظلم عن الجميع , ويكون من الأولى على مقلديه ومحبيه أن يتصدروا ويبادروا سلوكاً وفكراً لأحياء ذكراه وتعريف الأجيال بمواقفه وتاريخه المشرف , ويدافعوا عن آراءه ويدفعوا ويرفعوا الشبهات ويردوا الاساءات التي ما زالت للأسف الشديد مستمرة بطرق واخرى عن عمد و قصد ومن غير قصد , وكلامنا اليوم وموقفنا استشعاراً منا بالمسؤولية الشرعية والاخلاقية وجزاءاً من الوفاء ولو بالشيء القليل للصدر المقدس الملهم والمعلم , ونختار هنا موضوعة ومسألة وفتوى الشهيد الصدر بخصوص التدخين وحكمه بعدم مفطرية دخان السكاير في نهار شهر رمضان والتي كلما دار الزمان ومر علينا شهر رمضان تثار هذه المسألة وما يلازمها من رفض واستغراب وسخرية تارة وإساءة موجهة لأصل الفتوى ولشخص السيد الشهيد وأخرى موجهة لتطبيق الفتوى من قبل البعض ممن يتجاهرفي التدخين في نهار شهر رمضان ؟! لذا إرتئينا أن نقول الصواب الذي نعتقده متخذين الوسطية والاعتدال الذي فيه الحجة الواضحة على هذا الطرف وذاك والتي يمكن من شأنها ترفع أو تخفف من الاساءة المقصودة والغير مقصودة على الشهيد الصدر المقدس ! فنقول إن كل مجتهد في عقيدتنا الإمامية وحسب القاعدة الشرعية لايصدر فتوى إلا على اساس دليل شرعي أو عقلي أعتمد عليه بفتواه بغض النظر عن ما اعتاد عليه العرف ومدى تقبله فهذا شأن خارج الإعتبار , اذن يجب احترام فتوى الفقيه وإن لزم الأمر مناقشة دليلها وتطبيقاتها علمياً من قبل أهل الإختصاص فبها ونعمت , ولكن تهجم او تطاول من غير علم فهذا سوء بجهالة يُنسخ في صحيفة الأعمال ! وهنا نبين ان السيد الشهيد اعتمد بفتواه على دليل شرعي نقلي روائي (رواية عمرو بن سعيد عن الرضا عليه السلام قال سالته عن الصائم يتدخن بعود أو بغير ذلك فتدخل الدخنة في حلقه ..فقال عليه السلام جاز لا بأس به ..وقال سألته عن الصائم يدخل الغبار في حلقه ..قال لا بأس) فاستنبط منها حسب القواعد الاصولية والفقهية (المتن والسند والدلالة وظهورها العرفي وحجية القطع وغيرها ) عدم مفطرية التدخين ,وان قال قائل فهل بقية العلماء الذين يفتون بمفطرية التدخين لم يلتفتوا لهذه الرواية ؟! نقول بالطبع هم قد التفتوا الى هذه الرواية لكن اختلفوا مع السيد الشهيد في دلالتها ومعناها كما يحصل في عدد من المسائل الخلافية وهذا لايتعبر نقصاً او عيباً بل واقع عملي علمي كما يحصل الاختلاف في تشخيص داء ما بين طبيب وآخر ,كما إننا لنا عتب وكلام مع مقلدي السيد الشهيد الصدر وخصوصاً ممن يتجاهر بالتدخين في نهار شهر رمضان بحجة أن السيد الصدر قد أفتى بعدم مفطرية التدخين ؟! ..ومنهم من إحتج بمنطوق ونص الفتوى واعتبرها دليلاً للرد على من يعترض أو يستشكل على التدخين في نهار شهر رمضان ونص الفتوى والجواب كما يلي (سؤال:ماهو رايكم في التجاهر في التدخين في رمضان علماً انها اتؤثر كثيراً في بعض المناطق الى درجة سببت المنازعات :: الجواب بسم تعالى : ننصح بتركه وبالتأكيد هو ليس محرما لأن المحرم هو التجاهر بالمفطر كشرب الماء والتدخين غير مفطر بمقتضى القاعدة الشرعية فلا يكون التجاهر به محرماً ولكن أكرر أنه مرجوح وننصح بتركه ).. ولكن في الحقيقة يوجد سوء فهم وتبعيض لها ومخالفة للنصيحة التي نصح بها السيد الشهيد الصدر ؟! فنقول لندقق ونركز جيداً يوجد سؤال عن (التجاهر في التدخين) وليس عن مفطرية التدخين أو عدمها لأن السائل يعرف هذا مسبقاً من الفتوى , وقد بقي عنده حاجة ملحة للجواب على ممارسة التدخين جهاراً …وقد أجاب السيد الشهيد في أول جوابه (ننصح بتركه) أي ينصح بترك التجاهر في التدخين ! ثم أعقب ذلك واكمل الجواب بتوضيح حول اصل الفتوى القائلة بعدم مفطرية التدخين أصلا وعليه لايصدق عليه حكم الحرمة اذ ما دخن الصائم في النهار…مما يعني أن السيد الشهيد يقول لاكلام في عدم مفطرية التدخين فهو ثابت عندي حسب القاعدة الشرعية …لكن التجاهر به ننصح بتركه ! ثم أكمل الجواب وكرر النصيحة بالترك حينما قال (لكنه مرجوح وننصح بتركه ) وهنا لابد أن نعرف معنى مفردة (مرجوح) ولماذا اردفها السيد الشهيد بالنصيحة بتركه ؟ فالمرجوح يقابله الراجح …ومعنى الراجح هو الأمر المطلوب شرعاً بواجب أو مستحب , أما المرجوح فكعس الراجح أي أن المرجوح غير مطلوب ومرفوض شرعاً و أخلاقاً قد يصل الى درجة الحرمة اذ ما لحق منه الضرر أو الهتك لحرمة ما أو الاساءة لشخص ما ! وهنا نذكر استفتاء وجواب السيد الشهيد عليه لنبين معنى المرجوح بمعنى المرفوض والقبيح والغير مقبول .. فقد ورد في كتاب فقه المجتمع للسيد الشهيد::(( (السؤال 135): ما حكم تَزْيين سيارة الزفاف واستعمال المنبه الصوتي ـ البوق ـ في شوارع المدينة إذ كان موجبا لجلب أنظار الناس للعروس أو لسائر النساء ووجوههن المزينة أو باعثا لأذى الناس وإزعاجهم؟. الجواب :بسمه تعالى: تزيين السيارات ليس فيه إزعاج صوتي، فإذا لم يكن سببا للحرام جاز وأما الإزعاج فهو (مرجوح أخلاقياً) بلا إشكال وان أدى إلى الضرر بالغير حَرُم ))!! فما بالك لو أن التجاهر بالتدخين يلحق الأذى والاساءة بحق السيد الشهيد الصدر ؟!! فقد أصبح واضحاً رأي السيد الشهيد الصدر , الشيء الآخر والحجة الأخرى أن فتوى التدخين في شهر رمضان ليست مطلقة شاملة لجميع المدخنين والذي نعرف التفاوت بينهم في الصبر والتحمل على ترك التدخين الى اليل بل هو مقيد بحد الضرورة , والدليل كلام وفتوى السيد الشهيد نفسه في مسألة اخرى في كتاب الصوم بين السائل والمجيب سؤال17: هل التدخين يبطل الصوم ؟ الجواب بسمه تعالى:( نقول بجوازه مع الضرورة إليه) !!مع ملاحظة أنه حتى مع الضرورة للتدخين لايعني جواز مخالفة نصيحة السيد الشهيد وعمل المرجوح بالتجاهر؟! وأخيراً أرفق لكل باحث ومطلع البحث الاستدلالي المختصر المبّسط للسيد الصرخي الحسني بعنوان (التدخين في نهار الصوم) الذي دافع فيه عن السيد الشهيد ووجوب إحترام رأيه وما توصل إليه حسب إستنباطه ورفضه للاساءات والتجاوزات ودفعه للشبهات الغير علمية بخصوص فتواه بعدم مفطرية التدخين وكذلك نقاشه العلمي لدليل السيد الشهيد والنقض عليه واثباته مفطرية التدخين في نهار شهر رمضان باسلوب فقهي استدلالي .

https://www.al-hasany.net/jurisdiction_smoking_fasting/