19 ديسمبر، 2024 2:05 ص

التباهي بالسلاح واللا تخطيط محافظ نينوى انموذجا

التباهي بالسلاح واللا تخطيط محافظ نينوى انموذجا

زيارة واحدة فقط أمدها ساعة لا أكثر، لمحافظة نينوى في مقرها البديل قرب جامع بشار قلندر في حي المصارف من الجانب الايسر المحرر بالكامل، كفيلة بإيضاح جملة من (الحقائق) تتعلق بكيف تدار المحافظة؟ وما طبيعة العمل هناك؟ وأين الموظفون؟ وما سبب سوء الادارة؟ وهل من بصيص أمل؟.
المصطلح بداية في العنوان قد يبدو غريبا، وخصوصاً أن محافظة نينوى الان خالية من السلاح الا القوات الامنية البطلة، وبعض بقايا داعش في الاحياء غير المحررة من الجانب الايمن.
لكن حماية السيد المحافظ يعشقون حمل السلاح الخفيف، ويتباهون به، وكأنه من كمالهم الممزوج بشعور النقص.
زيارة واحدة توضح أن المدينة تدار بغير أهلها!
نعم بدونهم، فالمنطق غير مفهوم، والحكمة مفقودة، والتعامل سلبي، والامور تدار وفق (مشيها) وفي الاخير نجد الحل.
الواقع هناك ينبيك أن المدينة ستنهض لكن متأخرة، ستبنى لكن بعد سنوات، سترجع الى سابق عهدها لكن الى تأريخ بعيد.
العجيب أن نينوى الحضارة والتراث والأصالة، خرجت الاف رجال الجيش الذين يشار لهم بالبنان.
وفيها رجالات كانوا اساس دولة راسخة قوية متينة، حيثما حلوا وارتحلوا تركوا بصمة، لكن أين هم؟.
سأجيب أين اصبحوا؟.
بعضهم ما راق له العيش في المدينة بعد كل الذي حصل، وآخرون يقبعون في منازلهم لانهم لا يستطيعون التعامل مع شخصية ليس لها من منصبها الا (سوالف) أكل عليها الدهر وشرب.
أحدهم حين يزور مبنى المحافظة البديل لا يشعر أنه ابن هذه المدينة، ليس انتقاصا، بل يرى العشوائية هي الحاكمة، و(اللكنة) ليس لها منطق اهل الموصل، و(الجلافة) سيدة الحديث، فهنا خريج الابتدائية والمتوسطة مع اعتزازنا بهم (سادة).
جو عام من الرفض داخل المبنى لكنه مؤجل حتى إشعار آخر، ووجود فرصة مناسبة، تقلب المعادلة رأساً على عقب، (فبعض) الموظفين لا يروق لهم ما يحصل لكنهم يرغبون بتأجيل الصراع للحظة المناسبة.
أعتذر منكم اهلنا في الموصل:
فالمحافظ الحالي لا يمثل المدينة وليس منها ولستم منه.
فأنتم قادرون على ادارة دفة الامور بمعزل عن العشوائية والخبط.
لستم منه نعم، لانكم تعملون وفق خطة، وتنظمون اعمالكم، وترتبون اموركم، وتسهرون لاجل مدينتكم التي انتم منها ولها.
المدينة لا تبنى الا بكم، بسواعدكم التي ما عرفت غشا ولا سرقة ولا غدرا.
بشهاداتكم التي آن ان تنزعوها من جدران منازلكم، لتساهم معكم في بناء نينوى جديدة.
أغلبكم غير راض، لما وصلت إليه الأمور، وحان وقت التغيير.
من الصعب ان تختصروا نينوى (بالسلطان) محافظها، او بمدراء الديوان، او بالسلاح واللباس الاسود.
نختصرها بعمارة راقية، وشارع مميز، ومؤسسة مهنية، وتخطيط راق، وعمل دؤوب من اجل نينوى تلمنا وتجمعنا.
نينوى لا تستحق ان يحكمها (سلطان) بعلاته واخطائه وكوارثه التي اصبحت ظاهرة غالبة، والواحد منا يستحي ان يقول انا من نينوى بسببه.
بل نينوى ملك لنا لا، له.
يا ايها الموصليون الاصلاء:
أنتم قادة وسادة، فما أنتم فاعلون.

أحدث المقالات

أحدث المقالات