23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

التاريخ وعيون العقل!!

التاريخ وعيون العقل!!

الكثير مما مدون في كتب التأريخ لا يقبله العقل والمنطق السليم , ومقرون بالتأجيج العاطفي والإنفعالي , والإفتراءات المنثورة وكأنها حقائق ومسلمات , رسخها التكرار النقلي الأعمى في أذهان الأجيال , حتى أصبحت ركاما ثقيلا يحتاج لطوابير أعلام , ذوي إرادة وعزم فريد للتصدي له وغربلته , وإظهار الحقائق وليس الدسائس والتقولات والتصورات المنافية للطبع البشري.
ومعظم المكتوب فيه تهويل وتضليل وتوجيه لخدمة إرادة الكرسي.
ويكون الدين مطية لكل فعل , فما أسرع الحافين حول الكرسي في تبريراتهم لخطايا وآثام ذوي السلطة والمقام , وغاياتهم دنيوية بحتة , ولا ينصرون الحق.
والمدون بعيد عن وقت حدوثه , فالذين كتبوه كان أسلوبهم ورائي , أي بعد الحادث بعقود وربما بقرون , فحشوا السطور بما يتهيأ لهم ويرضي رؤاهم , وما فيهم من الدوافع والمرامي .
فالمطلوب قراءة منهجية علمية معاصرة للمدوّن , الذي أصبح مصدرا للخداعات والإنهيارات السلوكية والأخلاقية العاصفة في أرجاء الأمة , فلكل آثمة ما يعادلها ويشير إليها ويوظفها في كتب التأريخ.
ولا ننسى أن النسبة العظمى من مخطوطات الأمة وخزائن معارفها , لا تزال مغيبة ومصادرة من قبل الآخرين القابضين عليها.
وأبناء الأمة يعمهون بالأوهام , مما يزيدهم غفلة ويمنع عنهم التبصر وإعمال العقل وبجرأة.
فهل لنا أن نكشف عن جوهر الأمة وحقيقة مسيرتها الساطعة , التي علينا أن نقتدي بها ونرتقي بموجبها.
إنها مهمة تستدعي نضالا معرفيا وثابا!!