22 ديسمبر، 2024 11:26 م

التاريخ مذخر افكار.. مشكلتنا الاسلوب الاعلامي

التاريخ مذخر افكار.. مشكلتنا الاسلوب الاعلامي

كل حدث او قول اليوم غدا يصبح تاريخ والاحداث والاقوال توالت مع خلق البشرية على الارض ، والتاريخ بحد ذاته منجم للافكار وللدروس الثقافية شرط ان يكون المؤرخ وناقل التاريخ امين في ترجمة هذا التاريخ، الواقع اليوم عن تاريخ الامس مرير وذلك لان في التاريخ اصلا هنالك محطات سيئة او كبوات على مستوى شعوب او حكام او رجالات لهم شانهم في مجتمعاتهم ، اضف الى ذلك الذين زيفوا وحرفوا او نقلوا التاريخ بلا امانة فزاد من المساوئ التاريخية ، اضافة الى من يقرا التاريخ خطا فتزداد محنة التاريخ النقي امام هذا الثلاثي الشرير .

كتب وصفحات التاريخ الاسلامي اكثر بكثير عن بقية الاديان والمذاهب والايديولوجيات ، لذا يكون عرضة اما لهجمات الاعداء او لجهل الجهلاء يقابله الضعف في تسليط الضوء على محاسن التاريخ .

اية صفحة او حدث تضع اصبعك عليه تستطيع ان تؤسس فكرة او تعد برنامجا او تؤلف كتابا او تعرض فلما، ومما يزيد في حسرتنا هنالك مؤسسات تتوفر فيها كل مستلزمات الاعلام الناجح لا تستطيع ان تنتقي المحطات الرائعة في تاريخ الاسلام وعرضها باسلوب يتماشى وثقافة العصر .

هنالك خلفاء ظلموا شريحة معينة في المجتمع وهم انفسهم لهم منجزات عمرانية انفردوا بها او لهم السبق بها ، وهنا يكون الخلط وعدم المقارنة السليمة باستخدام المغالطات المنطقية بحيث ان انصار المظلومين يسقطون الحاكم مهما يكن له من انجاز يضاف له اكاذيب من يناصرون هذا الحاكم الظالم باختلاق مناقب له فيها من المساوئ ما يزيد في الطين بلة اضافة الى اخفاء مناقب المظلومين الحسنة فيصبح التاريخ اسود يتراقص عليه ممن يدعي العلمانية والتحضر فينطلقون ببرامجهم واعلامهم النيل من الاسلام ورجالات الاسلام . .

ثقافة المسلمين في بعض البلدان اصبحت هشة لاسيما العرب بحيث انه اية كذبة او حديث غير معقول يثير العقول ويشغل المواقع وتكتب الاقلام لمعلومة يعلم صاحبها انها كذب وهو يعلم بانها ستثير الاخر ليحقق اعلى درجات الاستهزاء بالاخرين ، فالذي يقول يزيد خليفة المسلمين العادل والحجاج الوالي المفترى عليه فالرد على هكذا اصناف ليس بشتمهم او تكذيبهم بل بتسليط الضوء على من عاصرهم والاعتماد على العقلاء العادلين من ابناء ملتهم واختيار الاسلوب الصحيح .

الاعلام هو معلومة ووسيلة واسلوب ومتلقي وتتفاعل الثلاثة الاولى حسب هوية المتلقي ، فالمعلومة الواحدة يمكن ان ينظر لها اجتماعيا او علميا او دينيا وهذه النظرة يتم اختيارها حسب ثقافة المتلقي ، وبعد اختياره يجب تحديد الوسيلة الاكثر والاسرع انتشارا من خلال موقع او فضائية وحسب التاثير الزمني للمعلومة مثلا معلومة ان مر عليها يوم تصبح غير مؤثرة بسبب استحداث معلومة من نفس جنسها تنسفها ، واما الاسلوب فهو سيد التاثير فالمتلقي الذي ثقافته متوسطة ليس من الصحيح الحديث معه بكلمات لغوية بليغة صعبة الفهم ، والمجتمع الذي تشغله عادات معينة يجب ان يكون الاسلوب من صنف العادات حتى تندمج مع عاداتهم فتكون سهلة التلقي والقبول والتاثير .

اعداء الاسلام اتقنوا استخدام الوسيلة الالكترونية عبر شبكة النت في ضخ مواقع وهمية بالملايين وبمختلف اللغات لاختراق الثقافة الاسلامية ، بل حتى يبذلوا الاموال لاستهداف مجتمع مهما يكن تعداده ولغته طالما يحمل ثقافة عادلة فتجد لهم مواقع بعشرات اللغات لايصال معول لغرض الهدم بيد ابناء المستهدف .

الجراة على نطق الكلام البذئ على رموز الاسلام اصبحت بلا حدود وبلا اخلاق وان قمت الرد بالمثل يعود عليك سلبا عليك وعلى رموز الاسلام

وَلَا تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْوًۢا بِغَيْرِ عِلْمٍۢ

هنا يعتقد البعض مشكلتنا اننا لا نستطيع ان ننتهج منهجهم غير الاخلاقي وغير الشرعي فنعجز عن الرد بل في بعض الاحيان يكون ردنا دعاية لهم بينما في تراث الاسلام ما يغني كل من يريد الرد الحسن عليهم، مشكلتنا في الاسلوب