23 ديسمبر، 2024 5:33 ص

التاريخ الأسلامي .. الحقيقة الضائعة

التاريخ الأسلامي .. الحقيقة الضائعة

1 . وفق شيوخ السلفية ، ومنهم الداعية المصري / محمد حسان ، يقول : ” أن التأريخ الأسلامي لم يكتب في العهد الأموي ، بل كتب في العهد العباسي ، وقد كتب من قبل ثلاث طوائف ، الطائفة الأولى – من قبل كتاب يقتادون مما يكتبون ، الطائفة الثانية – من قبل الروافض والخوارج ، الطائفة الثالثة – من قبل أهل السنة / أبن كثير المتوفى 774 هج ، وأبن عساكر المتوفى 571 هج ، وأبن الأثير المتوفى 630 هج وغيرهم ” . وهذا الكلام وفق المنطق يعني الكثير ، أي أن الحقبة من ( ولادة الرسول 53 قبل الهجرة – ووفاته 11 هجرية ، وفترة الخلافة الراشدة 11 – 41 هج ، والعهد الأموي 41 – 132 هج ) ، ولغاية بداية زمن الدولة العباسيية 132 – 656 هج / سقوط بغداد على يد التتار ، لم يكتب ولم يسطر تأريخيا أي مرويات ، أي بدأت الأحداث والوقائع التأرخية تسجل في العهد العباسي ! ، أي وفق أهل السلف أن التأريخ لم يكتب وقت حدوثه ، ولم يكتب بعده بقرن ، بل كتب بعد وقوع الحدث بأكثر من هذا الزمن بكثير ! . الأمر الذي حدا بالأمام الطبري 839 – 923 م / مفسّر ومؤرّخ وفقيه ولُقِّبَ بإمام المفسرين ، أن يقول في في مقدمته : ” أننا نؤدي ما أودي ألينا ” ، أي أنه لم يكتب ما سمع أو حضر ، بل أنه كتب ولم يشهد أي حدث مما كتب ! وهذه معضلة تاريخية .
2 . ولو أخذنا مثال على ذلك ، كرسائل رسول الأسلام الى الملوك منها ، الرسالة الى هرقل أمبراطور الروم وكان التنوخي من أوصل الرسالة ، والرسالة الى المقوقس / البطريرك كيرلس ، وكان حاطب بن أبي بلتعة من اوصل الرسالة ، والرسالة للنجاشي ملك ملوك الحبشة وكان جعفر بن أبي طالب من أوصل الرسالة .. ، حيث قال المتخصصين بشأن مصداقية هذه الرسائل ، ومنهم عالم الخطاطة الأستاذ محمد المسيح ، والمفكر د . يوسف زيدان ، أن الرسائل بمجملها غير حقيقية ، لأنها لاتتفق لا خطا ولا نصا ولا منطقا ولا أسلوبا ولا تاريخيا مع الحقيقة العلمية المجردة بوجود هذه الرسائل من عدمها ، بل كتبت من قبل كتاب بأزمان لاحقة ليس لها علاقة زمنية بحقبة رسول الأسلام ! .
3 . الأشكالية ، في سرد ما قاله هرقل عن رسول الأسلام ، فأنقل من موقع / أسلام ويب ، حديث أبي سفيان وهرقل عن محمد ( حين سأل هرقل عن أحوال النبي ، وقال هرقل بعد ذلك لأبي سفيان .. إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه . / البخاري . وفي رواية مسلم ” لأحببت لقاءه ” ) .. أتعقل هكذا هلوسات تأريخية عن أمبراطور الروم هرقل الذي كان يحكم أمبراطورية ، ولم لم يسلم هرقل ! ، وأي شاهد شهد هكذا حديث بين هرقل وأبي سفيان ! .

4 . أن التاريخ الأسلامي ، معظمه مزيف ، فالدكتور يوسف زيدان في برنامجه ( متواليات ) على قناة الغد – سيبتمبر 2020 ، يصف هذه الرسائل المزعومة ب : ” المهزلة ” و ” الوهم ” ، وهذا يعني ضربة هادمة في صميم المروي ليس عن التاريخ الأسلامي المبكر فحسب ، وأنما ضربة هادمة لجوانب من تاريخ رسول الأسلام وسيرته الذاتية معا ! .
5 . بناءا وتأسيسا على ما سبق ، أرى أنه عندما تكون رسائل الرسول ” مجرد كذبة ” ، أذن كم كذبة في السيرة النبوية ! ، وكم من كذبة في أعمال ومنجزات ومرويات صحابة الرسول ، وكم من كذبة في العهدين الأموي والعباسي ! ..
6 . وقائع أخرى لم يكتب لنا التاريخ الأسلامي عن حقيقتها ، وتحديدا السيرة النبوية ! ، مثلا : ماذا كان يعبد محمد فعلا قبل البعثة النبوية ! ، وأيضا كما نعلم أن محمدا قد تزوج من خديجة بنت خويلد ، بمباركة القس ورقة بن نوفل ، ولم يتزوج عليها أطلاقا في حياتها .. التساؤل لم التاريخ والسيرة لم تخبرنا حقيقة ما كان دين محمد قبل بعثته / ما دام وكما يقال انه لم يسجد لصنم ، وأيضا لم لم يروي التاريخ على أي ملة تزوج محمد خديجة ! ، فالمنطق يقول انه تزوجها على ملة المسيحية / النصرانية ! لأن خديجة كانت على ملة أبن عمها القس ورقة بن نوفل ! لم لم يوضح التاريخ هذه الحقيقة .
خاتمة : كمهتمين بالشأن الأسلامي ، أجد ضياعا وثقوب سوداء في تعاقب الحقب الأسلامية الأولى ، فالكثير من الأحداث والمرويات والقصص والوقائع ، ليس لها أي أساس أو أي مستند مادي ، وليس لها أي حجج او قرائن ! ، تاريخ مسطر ، عند التدقيق والتمحيص فيه ، تجده غير معلوم الهوية ، مجهول الملامح ، ظاهره براق وواقعه هش ، لا يقوى أمام أي تحليل نقدي علمي وعقلاني ! . أرى أن الحقيقة ضائعة ! فالسرديات كتبت ثم وضعت على مقاس ومقام من أمر بكتابة صفحات الأسلام – من حقب بوكيره الأولى ، وأذا أردنا أن نعلم حقيقة هذا التاريخ وجب علينا ” أعادة كتابته من جديد ” ، تاركين صفحات بيضاء للفترات ” الغير مؤرخة ” ! .