قبل بضعة سنوات جمعني لقاء مع أحد الاصدقاء المثقفين القدامى من أيام النهضة الاسلامية الصدرية ومعلوماتي عنه انه مال الى حزب الدعوة الاسلامية فرع (طويريج) وطبعاً هو فرع وليس مكتب ، بعد السلام جرنا الكلام الى حزب الدعوة الذي لمست من كلام صديقي الحنق والغضب عليهم وذكر لي أشياء كثيرة لم أستغربها ولكنه روى لي رواية غريبة عنهم ، قال جمعونا مع وفد من الشباب للقاء القيادي في الدعوة علي الاديب وكان حينها وزير التعليم العالي في داره في كربلاء وبعد كلام طويل وأستعراض العضلات الكلامية والمصطلحات الدعوية التي يبرع بها الجعفري أكثر من صاحبه الاديب قال بالحرف الواحد وهو يشير بيده الى خارج القاعة أن هؤلاء يجب أن يبقوا في جهلهم .. لأنهم أذا تعلموا فسيسببون لنا المشاكل أي كلما زاد تعليمهم زادت مشاكلهم …
كانت صدمة كبيرة لي ان يصدر مثل هذا الكلام من رجل من قيادات حزب كان منهجه الوعي والعلم والثقافة واذا به بعد أن أستلم السلطة يكون تفكيره ومنهجه الجهل والتجهيل ونشر التخلف من أجل مصالح ومكاسب مادية ، في حينها راودني الشك بنسبة ما برواية صديقي رغم علمي انه لايكذب ولكن قلت ربما فهمها خطئاً ولكني اليوم تيقنت من صدق رواية صديقي 100% وعلى لسان الاديب وأمام الشعب ومن على كرسي ممثلي الشعب ، فمهمتهم اليوم هو محاربة الوعي وتجهيل العراقيين ليبقوا في مناصبهم لأنهم يعلمون ان الشعب اذا وعى فسيلفظهم وبالتالي يسرون تك المكاسب التي باتت هدفهم الوحيد ،
الامر الذي أستيقنته بكل بساطة ان الاخوة في الدعوة وفي غيرها من التنظيمات والاحزاب (السياسية ) هم ببساطة (تجار ) لا أكثر ولا أقل وهم اليوم يوظفون السياسة من أجل المال ويوظفون المال من أجل السياسة لتجلب لهم مال أكثر ، فعلي الاديب عندما يعترض على كون الطالب الجامعي يكلف الدولة 13 مليون دينار سنوياً يرى أن هذه الاموال هو أولى بها وأن مؤسستهم التعليمية الدعوية (أمل الاجيال ) وغيرها أولى بهذه الاموال وان كليته الاهلية أولى بها عندما يزداد عدد الطلبة المنضوين في مشاريعهم الكسبية الربحية والغريب أنك عندما تسمع لهم أو تقرأ لهم تحسد العراق على هكذا عقليات تقوده ولكن ما ان تشيح بنظرك الى الواقع العراقي الذي يقودونه منذ أثنا عشر عاماً تعرف مستوى الكذب الذي يجيدونه ويلوكونه بألسنتهم أما خرافة الدعوة الاسلامية او المجلس الاعلى الاسلامي فهي مرحلة قضوا منها وطراً واليوم هي للاستهلاك الداخلي فقط فرجالات الحركة الاسلامية العتيدة اليوم هم تجار في سوق هرج العراق ودمتم سالمين .