18 ديسمبر، 2024 7:44 م

التابع و المتبوع..الحشد الشعبي و الحرس الثوري

التابع و المتبوع..الحشد الشعبي و الحرس الثوري

أثير مٶخرا موضوع قيام ميليشيات الحشد الشعبي بتجنيد أطفال بغية زجهم في المعارك، وهو کما معروف أمر يتعارض مع القوانين و الاعراف الدولية و يعتبر إنتهاکا صريحا لمبادئ حقوق الانسان، والذي يثير السخرية هو إن ميليشيات الحشد الشعبي لم تنف ذلك بل و أکدته من خلال مصادر لها بالقول أن الهدف من ذلك هو تدريب الاطفال للدفاع عن أنفسهم و مناطقهم، والذي يلفت الانتباه أکثر هو إنه وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات مطالبة بحل ميليشيات الحشد الشعبي فإن الاخيرة تقدم على هکذا خطوة مرفوضة تغتال براءة الاطفال و تصادر عالمهم الخاص بهم.
تجنيد الاطفال، وإن قد يبادر البعض للقول من إنه من ضمن ممارسات داعش، لکن ومع إتفاقنا مع صحة إنه من ضمن ممارسات داعش، لکن يجب الأشارة الى إن الحرس الثوري الايراني قد سبق الجميع في ظاهرة تجنيد الاطفال عندما تم إثارة هذا الموضوع قبل أکثر من سنة بعد أن کشفت عنه المقاومة الايرانية و طالبت المجتمع الدولي بالعمل للوقوف ضد هذه الظاهرة اللاإنسانية، وکما نعرف فإن الحرس الثوري بمثابة القائد العسکري و المنظر العقائدي لميليشيات الحشد الشعبي، وإنه يتلقى کافة أوامره في مختلف الجوانب من الحرس الثوري، ولهذا فإن الذي أوحى لهذه الميليشيات بإغتيال براءة أطفال العراق، هو الحرس الثوري الذي يستند على أفکار و رٶى دينية متطرفة إذ أن هذا الحرس مثلا، يٶمن بتزويج الطفلات وان ظاهرة تزويج الطفلات العراقية التي أخذت بالانتشار خلال الاعوام الاخيرة إنما کانت بسبب الميليشيات الشيعية التابعة للحرس الثوري و التي تقوم بإستنساخ کافة أساليب و ممارسات و تصرفات”سيد‌ه” و يقوم بسحبها على الواقع العراقي.
مشکلة العراق الاساسية ليست مع ميليشيات الحشد الشعبي کما يسعى البعض للإيحاء بها، وانما مع نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و هيمنته في العراق، فهذا النظام يکاد أن يعبث بکل صغيرة و کبيرة في العراق وإن أغلب الممارسات الدخيلـة و الغريبة على العراق، إنما دخلت بسبب من الحرس الثوري و الافکار و الرٶى الدينية المتطرفة التي يحملها، ومن هنا فإننا نعود مرة أخرى للتأکيد حلى أهم و أکبر مشکلة يعاني منها العراق وهي نفوذ و هيمنة طهران في العراق و الذي أساس و رمز بلاء هذا البلد و شعبه.
ميليشيات الحشد الشعبي التي هي بمثابة تابع للحرس الثوري الايراني و منفذ لأوامره و مخططاته، لم يعد هناك من شك بأنها تقوم بإستنساخ تجربة الحرس الثوري سيئة الصيت في العراق تمهيدا للإعلان فيما بعد عن الجمهورية الاسلامية العراقية الذيلية التابعة لجمهورية الدجل و الشعوذة في طهران!