القرن الحادي والعشرون وما سبقه من عقد أو عقدين , بصَّرتنا بحقائق كانت مجهولة , وتفاعلات غير منظورة بسبب سرعة التواصل بين أرجاء المعمورة , وبتطور وسائل الإتصال والتوثيق والتصوير , وغيرها من أدوات إحضار الخبر فورا في كل مكان.
وقد لعبت شبكات الإنترنيت دورها الكبير في تقديم الصورة كاملة , مما يمكننا أن نقرأ التأريخ بأحداثه بإقتربات غير مسبوقة.
فما جرى في عدة بلدان في المنطقة العربية , والدول الأخرى يعلمنا دروسا ويوضح لنا حالات , بأدلة وبراهين سلوكية لا تقبل الشك والتأويل والتصور.
إذ تبين بوضوح صارخ أن التابعين للطامعين بأوطانهم هم الخائبون المندحرون المنبوذون , المركونون في سلال مهملات التأريخ بإذلال وإهانة مريرة.
من يتبع يخنع , ومن يخنع يهون , ومن يهون يتمكن منه الذل ويُلقى في حفر السجون.
أحزاب وفئات توهمت أن القوى المحتلة لبلادها تريد لها الخير وتعمل لصالحها , وتأمين سلامتها , وتناست أن كل فوة مصلحتها في المقدمة , وعندما يتم إستعمالها وتنتهي صلاحياتها , تصبح بلا قيمة فتنال سوء المصير.
وما يجري في بعض المجتمعات , يقدم برهانا واضحا ودليلا قاطعا على ما تؤول إليه أمور , وأحوال الذين لا يمتلكون رؤية وطنية , وغيرة على أوطانهم , ويتوهمون بأن السلطة هي الهدف , والكرسي مجدهم وبه يتحققون ويتخلدون , قيتجاهلون القيم والمعايير التي مضت عليها الشعوب منذ ما قبل التأريخ.
فالحياة فيها ثوابت ومعايير سلوكية واضحة , عندما يتخطاها البشر يتدحرج في وديان النكد والخسران والإذلال.
وكم من أنظمة حكم مأجورة أصابها الهوان بعد أن نفذت أوامر الطامعين بالبلدان.
فتناست أوطانها وتوهمت سلطانها فكانت مآلاتها قاسية!!