22 ديسمبر، 2024 11:19 م

التأمل …والوعي المبدع ….

التأمل …والوعي المبدع ….

ان الفن هو التأمل …وهو متعة الذي ينفذ الى اغوار الطبيعة لكي يستكشف ماتنطوي عليه من اسرار وماتطير من اسراب جميلة تتناقل في المواسم لترسم معنى الحياة في تغيرها الطبيعي وتواصلها وان اسمى رسالة للأنسان المبدع تتمثل بالفن الحقيقي الصادق لأنه مظهر لنشاط الفكر الذي يحاول ان يتفهم العالم… فحينما لا يملك الانسان الاشياءيحس بالغربة اتجاهها …وعندما يمتلك العقل المبدع ادواته الفعلية في لغة الرؤيا الثاقبة ويسيطر على تفاعلها مع الاشياء في مداخلها ومداخلاتها ومرايا انعكاساتها وفي ايقاع الروح الشعرية المفتوحة لفضاءات الرؤى الحالمة تتحرك ذائقته عند احتمالات القلق النابض في الروح الشعرية الغارقة في الحلم لتكون محصلة تفاعل الاشياء هاجسها لعبة فنية صادقة مستغرقة في الوجود ومقنعة ومؤثرة فالحقيقة كما يقول ((هيدجر)) هي حرية الفعل ولا توجد في حياة الانسان الا اذا اوجدها من خلال الفعل كما يقول ((كيركجارد ))فلم يكن تبريرا اذ ذاك لعمق التداخل والتواصل ولأنها الصدق الفني الناصع الاصيل والمتأطر برحيل الاشياء الابدي وتغيرها الدائم وارتباطها بمسافات الاشياءومسارات الابداع بكل مديات التواصل وولوج الذكريات وانبهار الروح بها لاستعادتها فنا وابداعا مبهرا….فلا بد من تواصلها في كل لحظة من لحظات الوعي واهمية اتخاذ الفعل والتفكير لسلامة الانسان النفسية فالانسان لا يصبح انسانا حقيقة الا في لحظة اتخاذ قرار الفعل كما يؤكد ((بول تليش )) وفعل الأبداع ليس كأي فعل آخر… أذ نراه في وعي الموضوع والعلاقة والانطلاق بهذا الوعي نحو الافاق المدركة وتشبثها بخيال جامح ومحاولته بأستمكان موجاتها المؤثرة وشحناتها الضاربة وطاقته التصويرية واقتناصاته الغريبة خلال ارتقاباته وسموه …فطاقة الخيال تحركها عناصر الشاعرية الحادة واجنحة التفاعل الطائرة في الكون والرؤيا المرسومة لتلك الحقيقة النابضة في الاشياء فالعقل الشعري هنا استطاع ان يمتلك طاقته ليؤسس العلائق الجديدة بين الكلمات ويبني لمواطن تلك الرؤى المسحوبة في ارض محاولات ومحاورات وانتظارات حين تنغرس الجذور خلال بذورها الاولية لموهبته الناضجة والمهيئة للانبات والنمو والاستمرار بالحياة …
فالعقل الشعري بمجساته الحيوية هو الذي يوجه الموضوع بوعيه التام الناضج للشكل المرتقب المبرر ليؤكد لحظته الابداعية ويبرأ محاولته من كل الاشكالات الطارئة فيتفادى الفشل ويبتعد عن التكرار والاتكاء والتقليد والمداخلات الاخرى ويبقى محاورا نصه الجديدة لتجربته الجديدة ….