23 ديسمبر، 2024 9:24 ص

التأمل يعني إعمال العقل في الحالة التي يتفاعل معها الشخص وفي التأمل تفكر , وعلينا كموجودات آدمية حية أن نتفكر ” والذين يتفكرون”.
العديد من أجدادنا الأفذاذ , إتخذوا العقل سبيلا للمعرفة والتعلم والإدراك وأعملوه , وبطاقاته العقلية سطروا نماذج إبداعية أصيلة , إستقت منها البشرية أنوار الإبحار في عوالم المجهول , فاستحضرت المعلوم وإرتقت وتقدمت.
وفي واقعنا المبعثر المدثر بالغابرات , والغارق في البهتان والأضاليل والإفتراءات والأساطير والخرافات , والنزوع لتحويل البشر إلى آلهات في ميادين إمتهان البشرالتابع الخانع , المقلد لآفات الوجيع وإنتهاك حقوق الإنسان , والحرمان من أبسط الحاجات بإسم خطب الهذيان , وعقائد الأوهام والإندحار والإنهزام.
هذا الواقع ينفر من التأمل ويحسبه عدوانا على منابر المتاجرة بالدين والبشر الحيران , فلا بد من تعطيل العقول وشحذ النفوس بالإنفعالات والطاقات العاطفية السلبية , اللازمة لإذكاء الصراعات الخسرانية بين أبناء كل شيئ واحد.
ووفقا لهذا الأسلوب الإنتكابي , والتفاعل الخيباوي , تتخذ مسارات البشر المأسور بالدجل والأفك المقدس , والإدعاءات الخرافية الزائفة التي تبلد أحاسيسه , وتحوله إلى أدوات وآلات تشجيع لأوامر وفتاوى ذوي العاهات النفسية والسلوكية , الخاضعة لإرادة أمارات السوء النكراء.
ولهذا فأن ما يصيب المجتمع سببه الذين لا يؤمنون بمعروف ويرفعون رايات المنكر , ويقاتلون الفضيلة , ويعلون من شأن الرذيلة بإسم الدين , وكأن الدين لا دين بل وسيلة للعدوان على الآخرين.
وكل منهم يوهم نفسه وغيره بأن لا دين إلا دينه , ولا مذهب إلا مذهبه , والدنيا فيها آلاف الأديان واللغات والثقافات.
وكأن البشرية تتجلى بنا , ونحن أشتات متناحرة يحدوها الإنقراض السعيد!!