(1) وصف التأريخ …
التأريخ ‘كما جاء وصفه في الوثائق المكتوبة هوتسجيل وتفسير الماضي ‘والاحداث الذي وقع قبل ظهور الكتابة ويحسب ضمن احداث التأريخ سجل تحت عنوان ( ماقبل التأريخ ).
كذلك جاء وصف التأريخ في المصادر العلمية : أن التأريخ عباره عن سلسلة من الافعال الماضيه ‘ ومن أجل عرض احداثه في الماضي وخضوعه للتحليل العلمي ‘ يقوم المؤرخون بوضعه في اطار لتسليط الضوء على احداثه ثم يخضعونه لتحليلات دقيقة للوصول الى معرفة دروس ممكن ان تستفاد منه كل مراحل الحياة البشرية في المستقبل ‘
هذا بالاضافة الى وجود وصف أخر لـ( التأريخ )جدير بأن يقف عندها انسان هذا العصر ‘ حيث هناك معلومة مكتوبة في الموسوعة الحرة تقول : هناك فكر متبني في الغرب يقول أن (هيرودوت ) المؤرخ اليوناني في القرن الخامس قبل الميلاد يعتبر ( أبو التأريخ ) ولكن في التصور الغربي ايضا هناك يسمى هذا المؤرخ بـ( أبو الاكاذيب ..! )
ولكن عندما نأتي لتدقيق الرؤيا للانسان بصوره عامه ‘ نرى أن مفهوم التأريخ واحداثه بشكل موثق في المصادر والمعلومات شيء ‘ وقراءة افرازات المراحل الواقعة فيه وما اوجد على ارض الواقع بعد الاحداث من خلال الانعطافات المتنوعة وعايشه الانسان شيء اخر …
هناك مثل قديم يقول : لاجديد تحت ضوء الشمس الازلي ‘ كل ابداع اومخترع هو ثمرة تفكير مرحلة ماسبقه يتم اعادة تكوينه باسلوب او في اطار اخر ..كل حدث مستجد ‘ إفراز ما سبقه ..‘النظريات الجديدة ‘ نفس القديم سبقها ويتم توجهها باتجاهات جديده في ضوء التقديرات المطلوبه للمرحلة وهكذا .
فأن بين الناس لاجديد في الحقيقة رسخت هذه النظره منذ فجر الحياة البشرية وقسمهم الى فئتين : من يلوي معدتة من التخمة ومن يتألم جوعاً …! و يستمر الصراع بين الظاهرتين ومن منطلقها قتل ( قابيل ) اخوه ( هابيل ) ..!
( 2 ) ماذا يوثق التأريخ ؟
عندما لا يكون الاساس متين ولا يكون الانطلاق نحوالخطوه الاولى بوعي وبموجب الحسابات الدقيقة ‘ من المستحيل ان يكون ناتج الحصاد ايجابي ‘ هذا هو اساس الصراعات في مسيرة الحياة البشرية ‘ وهل يسجل التأريخ صورة بهذا الوضوح في تلك المسيره‘ أم ان التناقضات والمقاربات عباره عن تلفيق ظاهر في عرض الاحداث وبوضوح ضمن التأريخ؟
حقيقة بدء الانطلاق باتجاه الصعود في الصفحات الذهبية في التأريخ ‘ يسجله الشجعان المتمكنين في ادارة اتجاه المسيرة ( بغض النظر عن نياتهم الايجابيه او خلافة في فكر الشجاع المتمسك بادارة المسيرة ) ويستفادون من الانعطافات الحادة والمؤثرة من خلال خطوات سير الاحداث حيث في النهايه هوالذي يفرض تسجيل النتائج و التوجهات من بعد النتيجة ‘ بحيث نرى أن اكثرية الصفحات تراجيديا هم ضحايا الذي صنع المجد في التأريخ ووثق باسم من تمسك بالفرص في الانعطافات الحادة بذكاء المستغلين …وهكذا يتكلم التاريخ …!!
( 3 ) ابو ألاكاذيب ام تراجيديا الانسان ؟
بغض النظر عن كل الدراسات المتناقضة التي كتبت و وثقت حول التأريخ و لحد الان تستمر التفسيرات المتناقضة عن تفاصيل مراحلها ‘ وترك بصماته على الصور المؤثره في حياة الانسان كل حسب مرحلته ‘ نرى الحقيقة تقول ان المظهر البراق للتأريخ الذي يستند علية المسيرة الانسانية صنع نتيجة الواقع الكاذب ‘ لاننا نرى وجود اضخم قوة في احد زوايا الكون ‘ اشارات قوتها تعني فرض الرعب للزوايا الكونية الاخرى تحت عنوان البناء … وهذا يؤكد كذب توقعات الذين وثقوا احداث التأريخ بانه اساس لادامة الحضارة لصالح البشرية مؤكدين أن الارادة التي لاتنطلق من اساس تاريخي لمعنى الحضارة لصالح البشرية مبني على قوة البناء لايملك مستلزمات ادامة القوة والشرعية ‘ والان الانسانية تجاوزت العشرين الاول من القرن الواحد والعشرين ‘ نرى أن من يتمسك بقوة فرض الهيمنة هي قوة لها كل مستلزمات فرض ارادته الا جذور التاريخ المطلوب لان يكون الوريث الشرعي لادامة البناء لصالح البشرية .
وهذا الواقع يدل على ان النظرة الى مصداقية البناء على اساس امتداد القوة المنطلقه من جذور التاريخ كذبة وان حقيقة بناء القوة وفرضها من نصيب من يمسك بادارة مستلزمات لعبة فرض الارادة عند الانعطافات الحاده ضمن صراع البشر على الارض ‘ واقع حال البشرية الان تؤكد صدق من سمي بـ (اب التأريخ ) استحق نتائج مسيرة التاريخ التي أفرزتها الصراعات البشرية ان نسمي بـ(ابو ألاكاذيب )
من أين تأتي نظرة الشك في مصداقية التأريخ ‘ واين الخلل ‘ هل هو صنيعة جشع البشر لفرض ارادة بعضهم على البعض ؟ أم ياتي من التفسير الاول لمعنى وتاثير التاريخ من قبل المؤرخين الذين خدموا اصحاب السلطة ضمن صراع الانسان الذي يسيطر علية نزعة فرض الارادة ‘ هو يفرض سيطرته و يقوض حرية الاخرين اساسا لتسجيل امجاد التاريخ لنفسه ؟
يقول الكاتب الامريكي الساخر ( مارك توين ) : ( أن الذين مع الحرية ضد الاثارة ‘ هم الذين مع المطر وليس الرعد ) ‘ انطلاقا من هذه النظرة الانسانية لحب الناس العامه الى الحرية ‘ اذا راجعنا ناتج المسيرة الموثقه لمجد التاريخ ‘ ان من سيطر ( ولا يزال ) على سير الموكب ‘ هم من الذين مع الرعد و العواصف طريقا لهيمنتهم باسم تحدي الرعد ..! واثقين بانهم يستطيعون في الاخير تغير المعادلة : أن تشجيعهم للرعد صنع حريتهم …اليس من يسجل هكذا مغالطة ماساوية كاذب ..؟
اخر الكلام :
ارسطوطاليس أحد أهم مؤسسي الفلسفة الغربية يقول بوضوح واصفا تراجيديا : ( أن التغييرمن الجيد الى السيء هو أفضل لآن هذا يؤدي الى اثارة الشفعة والخوف داخل متفرج …) وقراءة التأريخ بدقة تؤكد ان القياصرة يقودون المسيرة البشرية كما يرى ارسطو ‘ الم يكن معلم اسكندر الاكبر ؟ والسلام عليكم .
…………………………………………..
ترجمة المقال من اللغة الكردية