4 ديسمبر، 2024 11:40 ص
Search
Close this search box.

التأريخ لا يعلمنا؟

التأريخ العربي المدوّن يتميز بالخيالية , والإبداعات الفنتازية البعيدة عن واقع الحياة , فرموزه موجودات لا بشرية , وأكبر من ملائكة وذات قدسية عالية.

فكيف نتعلم من حالات غير موجودة أصلا , ومسوَّقة بأساليب لا تصلح للحياة فوق التراب.

فتجدنا أمام كتابات تتحدث عن حكايات خرافية وأساطير خارقة للمعتاد , وبعيدة عن قدرات البشر , ولا تتصل بمسيرته اليومية , فكيف نتعلم مما يشبه الأوهام والإنحرافات الإدراكية؟

فالبشر يتعلم من التجارب الواقعية , التي تحصل في ميادين الحياة , ويكون أبطالها من البشر الذين يتحركون في الدنيا , ويكافحون ويعانون ويقاتلون ويموتون.

بينما رموز تأريخنا أشباح خيالية , وموجودات سرابية , وحالات محاطة بتصورات خارجة عن جاذبية الأرض.

الخلفاء , القادة , الأبطال , كلهم عبارة عن أساطير , ومخلوقات لا يمكن تصديقها وقبولها مهما توهم الواهمون.

فهذا الشخص أكثر من مقدس , وما هو إلا بشر كأي البشر , وهذا إله وما هو إلا كغيره من البشر , وهذا الخليفة يمتلك قوة خارقة , وما هو إلا مخلوق ضعيف , ويعاني من أمراض ورغبات منحرفة  فاعلة فيه , لكننا صورناه وتخيلناه , وأخرجناه من آدميته رغم أنه قد إلتحف التراب.

إنها عجائب سلوكية مدوّنة في الكتب على أنها تأريخ , وما هي إلا أوهام فاعلة في الأجيال , ولا يمكنها أن تتعلم منها , فالآوهام لا تعلم , وعلينا لكي نتعلم فعلا من التأريخ أن نقرأه بعيون العلم , ونؤمن بأننا نتعامل مع البشر , وأي سلوك لا يتوافق مع كونهم بشرا لا يجوز قبوله.

فالخلفاء والقادة , وغيرهم من الرموز لهم حسناتهم وسيئاتهم , ولا يمكن القبول بأنهم من المقدسين المنزهين من الخطأ , فالبشر محشو بالرغبات الدونية!!

و” قل إنما أنا بشرٌ مثلكم…” الكهف: 110

أحدث المقالات