23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

القوى الكبرى تتحدث عن مكافحة الحركات الأصولية , وترى أنها منبع العنف وسفك الدماء والعدوان في أرجاء الأرض.
وتتحير كيف أنها تجند الآلاف من الشباب , وتسخرهم لديمومة نشاطاتها والتعبد في رؤاها وتصوراتها.
وتتناسى القوى الكبرى ومن معها أن البقع الأرضية التي تتنامى فيها الحركات الأصولية بأنواعها , عبارة عن زنزانات خانقة , لا توجد فيها منافذ ولا مسارات ولا خيارات أمام الشباب , بل أن الحالة معوقة ومانعة للحياة.
وفي هذه الحالة المعطلة لطاقات الشباب , والكاتمة على قدراته , والمكبلة لتطلعاته , يكون مستعدا ومؤهلا للإنضمام لأية حركة , مهما كانت درجة تطرفها , لأنها ستستثمر في طاقاته وتوجهها نحو هدف معلوم وواضح.
إن القوى المدعية بما تطرحه وتهدف إليه , عليها أن تحرر الشباب من خنادق الإختناق باليأس والإحباط والضياع , ومن أقبية الركود والإستنقاع , بتوفير الخيارات الحرة القادرة على توظيفه وبناء مستقبله.
عندها سيكون الخيار المتطرف الأصولي بعيدا عنه , لأنه يمتلك خيارات متتنوعة أفضل منه.
فالشباب يريد الحياة ولا يرغب بالموت , ولكن عندما تغلق المنافذ وتوضع المصدات أمامه , يتشوه معنى الحياة , ويصبح الفرق بينها والموت لا قيمة له.
من هنا يتوجب النظر للموضوع بمنظار معاصر , يوفر العلاج الشافي الضروري للتعافي من هذه التوجهات , المعادية للحياة بإسم شتى العقائد والتصورات , فهل للقوى الكبرى القابلية على الفهم الموضوعي , وإستيعاب الحالة ودراستها بإقترابات مغايرة؟
فتجربتها على مدى عقود , أثبتت أنها لا تدري ما تريد , ولا تعرف الوصول لى ما تريد , أم أنها “تعرف وتحرف”؟.
فتبدو وكأن رؤيتها الواضحة معدومة , ويطغى على قراراتها وإجراءاتها الإنفعال وروح الإنتقام والعدوان.
فهل لها أن تتبصر وتتعقل , وتجد الحلول الواعية الرشيدة , القادرة على حماية الأجيال من أعاصير الويلات البشرية؟!