معطيات عظيمة، وجحافل أهوارية جنوبية، صعقت الموت من حيث لا يحتسب، ذلك المتسلط على رقاب المظلومين، لا لشيء إلا لأنهم موالون لأهل البيت (عليهم السلام)، سايروا حركة المجتمع المغلوب على أمره حينذاك، وهم مستمرون، بمقاومة مخططات الإستكبار العالمي، وفضح مؤامرات بني سيفان الفاسدة، والمحافظة على الثقافة الشيعية، نظرياً وعملياً، لإستيعاب مخرجات الثورة الحسينية، والتي إمتداد لحركة الأنبياء، لإصلاح الأمة، فكانت حركة الجهاد والبناء، أحد المكونات المهمة، في تيار شهيد المحراب، حيث المطالبة بحقوق، الفئات الفقيرة والمحرومة، والدفاع عن المجاهدين، وتخليدهم في ذاكرة التأريخ، وهذا جل ما فعلته جريدة البينة، منذ تأسيسها ولحد الآن، فهم نخبة من أساطين حزب الله الغالبين.
هناك جملة من نقاط العظمة، تكتسي هذه الجريدة المعطاءة، ابزرها رجل سأقيس على قامته وطني، ذلك المجاهد الجنوبي من أبناء تيار شهيد المحراب، إستقى شغفه لمقارعة النظام القمعي وأزلامه، من فكر القائد، الذي زلزل أقدام الطاغية، طيلة عقود مضت، بين نهج عقائدي أسطوري، وبين دفاع عن شعب مظلوم مقهور، ودعوته الى الصلاح والإصلاح، والثورة على الظلم والإستبداد، فسار التلميذ عيسى السيد جعفر، رئيس التحرير، على نهج العملاق الفذ، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، زعيم الحركة الجهادية، في جنوب العراق منذ الثمانينات، وعاد مكللاً بالنصر، بعد سقوط الصنم، فأزاح الستار عن قامات كبيرة، في عراق علي، والحسين (عليهما السلام).
عبارة الدكتور عبد الستار البيضاني: (رجل أقيس على قامته وطناً)، أعجبتني كثيراً، لأن الوطن بحاجة الى كلمات، كالمسدسات الحديثة، يحسن الناثر في التصويب بها الى أهدافه، حيث تميزت جريدة (البينة)، بهذا النهج الثوري المعتدل، فهي من أوائل الصحف، التي برزت بعد سقوط النظام البعثي الدموي، وأبزرت عدداً من الأقلام المضيئة، بمآثرها الكبيرة، التي تركت أصداءها في المجتمع، وساهمت في حل قضاياه، بسبب إتساع الرؤية، والبراعة والأصالة، وسلامة الذوق، الذي جعل من (البينة)، مملكة راسخة البنيان، عملاقة بفرسانها النبلاء، وقد أمتطوا صهوة الكلمة الصادقة، لنسكن في طياتها الجميلة، وتسكن أقلامنا الفتية ملاذاً آمناً، وتدون أسماؤنا في معلقة خالدة، لا تفنى أبداً.