17 نوفمبر، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

البيشمركة ….. قوة ونظام وانضباط

البيشمركة ….. قوة ونظام وانضباط

من يتابع سير المعارك التي تدور على مشارف الموصل وما قبلها من معارك دارت بين البيشمركة وتنظيم داعش الإرهابي في مناطق اخرى من سهل نينوى وسنجار وزمار والكوير سيلاحظ حجم قوة وانضباط ونظام القوات المسلحة الكوردية فلقد اثبتت هذه المرحلة العسكرية التي تعيشها القوى المسلحة في العراق وكوردستان والمنطقة بشكل عام إن قوات البيشمركة استطاعت وبجدارة من كسر اسطورة داعش التي لطالما كانت هاجسا للخوف والرعب للمواطنين والافراد ……
فمنذ اليوم الاول لانطلاق عمليات استعادة المناطق الكوردستانية خاضت البيشمركة الكثير من المعارك الدامية مع داعش وكانت النتيجة دوما تصب لصالح حماة الامة الكوردية وما هذا الا دليل واضح على وجود القوة والانضباط والنظام داخل المؤسسة العسكرية الكوردية فلقد اثبتت التجارب السابقة إن الكورد خاضوا اقسى واصعب مراحل النضال والكفاح والصمود مع القوى والنظم التي حكمت المنطقة بدليل إن البعث العراقي الفاسد منذ بدايات توليه السلطة في العراق حاول وبكافة الطرق والوسائل من الحاق الهزيمة بالشعب الكوردي كانت النهايات تضيف المزيد من الهزائم والانكسارات للبعث الفاسد بينما يلقي النصر بظلاله اعالي جبال كوردستان ……
فالتضحية والفداء كانت سمة الكورد منذ القدم والمجازر التي ارتكبتها الة البعث الدموية ضد قرى ونواحي واقضية ومدن كوردستان بمن فيهم المواطنين الابرياء لم تجعل البيشمركة تتراجع قيد انملة عن تأريخها النضالي المشرف بل تقدمت وواصلت الزحف الى إن توجت انتصاراتها بأنتفاضة الامة الكوردية التي اطاحت بالبعث في كوردستان ……
اليوم يتكرر ذات السيناريو لكن مع اختلاف الانظمة في الرسالة والتوجه والنهج فداعش ما هو الا امتداد للبعث والارهاب الذي بات يحاصر البشرية من كل الاتجاهات فكان النصيب الاكبر لهذا السيناريو من حصة العراق وكوردستان فمنذ سقوط البعث العراقي عانى العراقيون من موجة الشر والقتل والارهاب في ذات الوقت كانت كوردستان واجهة الإرهاب الاولى ولطالما كانت تعتبرها بوابة للدخول الى العمق السياسي والثقافي والفلسفي والاجتماعي والتأريخي لامة بأكملها تبدأ بالقتل وتنتهي بالتهجير لكن الامم المؤمنة بتراثها النضالي وبحقوقها المشروعة لا تهزم امام رياح سوداء حتى وان كانت عاتية ربما تدفع الدم في صورة جبال لكنها تبقى صامدة شامخة فالمبادىء هي من تصنع الامم وبدونها فليس هنالك قيمة انسانية ثورية لحروب ومعارك الحرية ……
لذا فالامة الكوردية والمبادىء وجهان لعملة واحدة هكذا رسمت خارطتها وهكذا ناضلت وهكذا دفعت ثمن نضالها انهارا من الدماء فما يحدث الان على حدود كوردستان ما هي الا تكملة لذات المسيرة المشرفة التي نهضت من جبال ارض الشمس والتي ناضلت فيها طلائع البيشمركة منذ ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي واليوم فأن هذه الطلائع تخرج من ذات البوابة حاملة معها ذات الروح القتالية والمبادىء الثورية في صورة قوات مسلحة مدربة على اعلى مستوى ومنظمة في تشكيلاتها ومنضبطة في تأدية المهمات والواجبات لهذا فأن قوات البيشمركة هي الاقوى والاكثر تكاملا عن غيرها من القوى في تصديها للارهاب لما تحمله من قيم ومبادىء عليا في دفاعها عن الأرض والشرف والحرية ……

أحدث المقالات