رغم انه تخطى الخامسة والسبعين من العمر والتجاعيد رسمت فوق وجهه خطوطها العبثية والزمن حفر كلمته فيها لكنه ما زال متألقا فربيعه يأبى الهزيمة فمنذ سنين طوال وهو يقف امام العدسة حيث بدأ فيها اولى خطواته نحو عالم الشهرة والنجومية الى يومنا هذا هو اسطورة لا تقل قيمة وقامة عن تشي جيفارا وغاندي ومانديلا ربما من الناحية الفكرية والفلسفية يختلف معهم فلكل واحد من هؤلاء نهج ومسيرة لكن في نهاية المطاف يلتقي معهم في لوحة المجد الذي رسمتها الحضارة فالثوار يقفون في صف واحد …..
انه الدون واللورد والبيجيجي والزعيم عادل امام الذي ابهر الملايين خلال مسيرته الاسطورية في عالم الفن فأعماله حصدت العشق والهوى والغرام فبداياته كانت في الستينيات حيث جسد عدة شخصيات مسرحية لكن شهرته ونجوميته انطلقت في السبعينيات حينما جرد المسرح من ثياب الخمول والجمود برائعته مدرسة المشاغبين وانطلق بعيدا بسرب الكوميديا والقهر نحو افق مفاهيم جديدة في عالم البث الحي والمباشر للكلمة والصورة فالمسرح هو الحقيقة الذي يجسد الواقع فعندما تفتح الستارة ينتهي الوهم والخيال ويخوض الواقف على الخشبة معركة شرسة امام الجالس الهدف منها رفع الحواجز والتحرر بشكل كامل من النص المكتوب والخوض في اعماق واحلام وامال وطموحات ومشاكل المجتمع الانساني ……
بعدها تكررت اعماله مئات الافلام وعشرات المسلسلات والمسرحيات ومعها حصل على المزيد من النجاح والتفوق في المضمار الذي بدأ السباق فيه ففي خضم المنافسة والفترة الذهبية التي عاشتها مصر تلك الحقبة ظهر الكثير من النجوم الذين صنعوا اعمالا خالدة في ذاكرة السينما والتلفزيون لكن هذا لم يزعزع اماله وطموحاته بل ظل واقفا منتصب القامة يقاتل بعدة شخصيات تقمص روحها بدقة لا مثيل لها فأسلوبه يتخطى السهل الممتنع وحركاته اشبه ببقع ضوء متمردة تولد من رحم الواقع ومن ثم تتلاشى في عقول وقلوب عشاقها ……
فما قدمه عادل امام من مسلسلات ومسرحيات وافلام هي بمثابة دروس وعبر وحكم فلا يخلو عمل قام به من هدف وفكرة وقضية من جانب ومن الجدل والسجال من جانب اخر فالفرد والمجتمع هو اساس رصيده الانساني الابداعي فهو الممثل الوحيد من بين عمالقة جيله الذي خاطب الجمهور بالخطوط الحمر فلم تبقى قضية ولم يبادر بطرحها ولم تبقى وسيلة الا واستخدمها لايصال فكرته فلقد جمع ما بين الوجع والمعاناة ومزجها بالضحك والسخرية…..
البيجيجي* …… هو لقب هداف الليغا ( الدوري الاسباني )