22 ديسمبر، 2024 6:49 م

البيت الشيعي .. أضاءة في جلد الذات

البيت الشيعي .. أضاءة في جلد الذات

1 . كان البيت الشيعي العراقي بعد السقوط 2003 ، نوعا ما متماسكا ، تسوده بعضا من التفاهمات الأولية ، تتركز قواه ، أو أعمدته الرئيسية على : حزب الدعوة / الجعفري والمالكي ، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية / جماعة الحكيم ، منظمة بدر / هادي العامري ، جماعة الصدر / مقتدى الصدر ، وبعض رجالات الشيعة ك أياد علاوي ، أحمد الجلبي ، عبد الكريم المحمداوي ومحمد بحر العلوم وغيرهم .. ، أما الأن / 2020 ، فكل القوى فرخت قوى أخرى ، وكل التحالفات تمخضت عن تحالفات عديدة ، وكل الأحزاب تفرعت وأنقسمت لأخرى ، وظهرت رجالات لأول مرة على الساحة العراقية ! .
2 . ثم برزت فيما بعد ، الكثير من المليشيات التي أصبح لها ثقلها المؤثر في المشهد السياسي ( يتواجد في العراق أكثر من 30 مليشيا أبرزها : عصائب أهل الحق ، سرايا طليعة الخراساني ، كتائب سيد الشهداء ، حركة حزب الله النجباء وكتائب حزب الله .. ) ، أما الحشد الشعبي الذي تشكل بفتوى من المرجعية عام 2014 – بفتوى الجهاد الكفائي / والذي أنضمت أليه الكثير من المليشيات المذكورة في أعلاه ، فأصبحت فصائله ووفقاً ل ” مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية ” : تقدر فصائل الحشد الشعبي بثمانية وستين فصيل موزعين بين العراق وسورية ، وكلها مختلفة الولاءات.
3 . السؤال والتساؤل الذي يطرح نفسه في هذا الصدد ، هل كل هذه القوى الشيعية موحدة ، الجواب : لا – فكلها تدعي مظلة المرجعية ، ولكنها بحقيقة الأمر تتحرك وفق مصالحها ووفق أجندتها الخاصة ! . والسؤال الأهم : هل ” معظم هذه القوى ” تخدم العراق ، وهل تؤمن بوحدة العراق ، وهل تضحي لترابه ، وهل هدفها عزة العراق ، الجواب :أيضا ، كلا ! .
4 . والتساؤل الأهم من كل مما سبق ، لم البيت الشيعي أصبح حاله مزريا الى هذا الحد ! ، الجواب : وذلك لأن السياسيين الشيعة في جانب ، والمكون الشيعي المهدور حقه في جانب أخر ، فالساسة يسرقون ثروات العراق ، والشعب يعاني / خاصة المكون الشيعي ! .
5 . وحتى نأتي الى بيت الداء ، فأن وضع العراق وصل الى ما وصل أليه من هوان الحال ، وذلك لأن الساسة الشيعة / معظمهم ، أيرانيي الهوى ! ، ليس لهم ولاء ألا ” للولي الفقيه : خامنئي ورجاله ” ! . فكيف لدولة كان بيننا وبينها نهرا من دم أن تكون حليفة لنا ! ، بل مرجعا لنا ! .
6 . أين دور المرجعية من كل ما يحدث ! لا أحد يدري ! ، بل لا أحد يرغب أن يدري ! ، أما تعلم المرجعية أن المكون الشيعي يعيش حالة من الفقر والعوز ! . أم أن المرجعية تهتم بخمسها ! ، حتى وأن كان المكون الشيعي / المسلوب حقه ، في أهون حال ! .
خاتمة : كلما عزمت أن لا أكتب في الوضع العراقي ، أرى أن الحال يجرني جرا الى هذا الوضع ! .. سؤالي الأخير : هل أكتسب أو حقق المكون الشيعي أي مكاسب أو ميزات من حكومات ما بعد 2003 في العراق ، هل أصبح حال الشيعة أفضل ! ، هل أنشأ الساسة الجدد للمحافظات الجنوبية المستشفيات والمدارس والجامعات والجسور .. الجواب كلا ، كل ما هو موجود كان من العهد السابق ، الذي تهالك من القدم ! ، فقط الذي تحقق للشيعة من مكاسب هو : حرية اللطم وضرب الزناجيل والزيارات .. أما حال الوطن والسياسيين ، فوضعهم ، كما يقول شاعر العراق خالد الذكر معروف الرصافي :
قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته واليوم لا وطن عندي ولا سكن.
ولا أرى في بلاد كنت أسكنها إلا حُثالة ناس قاءها الزمن !.