23 ديسمبر، 2024 11:41 ص

كنت مسمرا امام شاشة التلفاز وانا اتابع احتفالات الأفارقة المجتمعون في الملعب الكبير وهم يؤبنون رئيسهم السابق الذي توفي توا؛ نيلسون مانديللا .. كان احتفالا تخلله الرقص وارتداء الملابس التقليدية الزاهية!! لقد أنشدوا وغنوا ورقصوا وهم يلوحون بأعلام جنوب افريقيا التي وحدها مانديللا وأوقف فيها العنف الى الأبد .. عشرات من رؤساء الدول الكبرى بضمنهم اربعة رؤساء اكبر دولة إمبريالية قبيحة وزوجاتهم ؛ امريكا…
لم يشقوا جيبا ولم يعموا عيونا ولم ولم ولم ..ولم يقولوا : عقرت افريقيا..
سجن الرجل خمسا وعشرون عاما مع الأشغال الشاقة ولما خرج كان (محمديا) حين تسلم رئاسة الدولة فقال لمعذبيه وشعبه : اذهبوا فأنتم الطلقاء..!!!
انتخب ولما انتهت مدة رئاسته تركها لغيره وراح سفيرا للسلام بين الشعوب وداعية للتسامح فكسب حب الجميع وعلى رأسهم أعدائه..
متى نجد ابناء العراق ينسلخون من شوفينية وطائفيا زرعها فيهم من رهنوا انفسهم، آسفا،تابعين ومأجورين لهم ونسوا انهم مهما كان دينهم وطائفتهم وعرقهم عوراقيون وتاج على رأس كل من جاورهم من سقط المتاع …
متى….
الى متى يظل العوراقيون وقودا لحروب بين غيرهم منذ معارك الاسكندر المقدوني ومرورا بحروب الخلفاء والمماليك وعبورا الى حروب الفرس والأعراب والشياطين … الى متى …
متى يصحى ابناء سومر وبابل واشور ؟! متى
متى ننزع ادراننا التي اورثونا إياها اعداء الفراتين واورثناها لاجيالنا الحاضرة متى!!؟؟؟؟؟
ونحن نتحسر ونترحم عقب كل مرحلة على جلادنا السابق ونسب جلادنا الحاضر،  وكأن العوراق عاقر لا ينبت فيه غير الجلادين..
تنحنح( شيخ شنان ) وهو يسحب نفسا عميقا من سبيله وأخذه على حين غرة سعالا شديدا ثم قال
(ذيج السنه).. الف رحمه على روح ابو كاطع ( سيد شمران الياسري)!!
جاءت ام تسواهن رحمها الله مولولة وهي تصرخ: الحقوا الكلاب ، لقد اخذن (البو ) وهربن به !!
فزعنا رجالا واطفالا راكضين خلف الكلاب حتى لحقنا بها واسترجعنا ال( بو) وقد هدنا التعب…في كل مرة يتكرر. المشهد
وال( بو) يا سيدنا هو جلد العجل حين يموت  او يذبح ويخشى الأهل ان لا تدر امه الحليب بعد موته … يقوم الأهل بسلخ جلده ويحشونه بالقش ويضعونه امام امه لكي تلحسه وتشمه كلما ارادت ام تسواهن ان تحلب البقرة الام.. لكن الكلاب تضع عيونها على ال ( بو) !! وكلما غفلنا عنها تأخذه من ذيله وتهرب به …
مللنا الركض والجري وراء الكلاب كلما أخذته في كل ليلة !!! وفي يوم طلبنا من ام تسواهن ان تجرب ان تحلب البقرة بدون الاستعانة ب ( البو) !! رفضت اولا ثم أخيرا رضخت مكرهة وجربت ان تقوم بذلك .. وكم كانت دهشتنا كبيرة حين وجدنا ان البقرة اعطت حليبها ( على اربعة وعشرين حباية!!!) وامتلأ القدر به!!
عندها يا سيدي ركضت وتناولت ال ( بو ) من ذيله وصحت على الكلاب فرحا : جو جو جو جو!!  هاكم خذوا ال( بو ) !! لا حاجة لنا به بعد الان …..