18 ديسمبر، 2024 9:56 م

من عجائب البشر الحيران إنجذابه للأضاليل والبهتان , وإمعانه بمطاردة الأكاذيب والإفتراءات والإشاعات , وعزوفه عن الحقائق والبرهان.
هذا سلوك متعارف عليه وتستثمر فيه القوى الطامعة بالبشر والبلدان , فكم جندت من أبناء أهدافها لتحقيق مآربها بواسطتهم , وتجدهم يتفاعلون بإندفاعية وقوة وإفتنان نحو مصيرهم المشؤوم , وما سيصيب بلدانهم من الأوجاع والتداعيات والكلوم.
إنه لغز محير وتحدي خطير يؤثر في واقع الحياة , للعديد من المجتمعات المحفوفة بالمخاطر والعدوان.
والأعجب أن دعاة الأديان وحاملي راياتها , يجتهدون بإنتاج متواليات خطابية بهتانية لإستعباد مستمعيهم من التابعين الخانعين , المتهاوين في مستنقعات القطيع الأنّان.
فكم من الأجيال تفانت ببعضها , ونشبت مخالبها بقلوبها , واستأنست بالذل والهوان , وهي مندفعة بأقصى طاقاتها نحو مدن الضياع والهذيان , حتى صار الدين أكاذيب مزوّقة مسوّقة مباركة من أعوان الكراسي والسلطان.
البهتان رائج , ومَن عليها يجيد مهارات التفاعل بمفردات التعادي والتكاره والإحتقان.
فلا خير يرتجى ولا أمل واضح , والناس مطارح تدوسها أقدام الجوارح , لتنشب مخالبها في صدورها , وتمزق وجودها وتطعم التراب بأشلائها , وهي راضية متأملة بحياة أفضل في موتها الأبيد.
إن البهتان الفتان ينتشر لأنه يغذي رغبات غريزية فاعلة في أعماق البشر وخصوصا الجنسية منها , فدعوات البهتان ذات مؤثرات جنسية بحتة , إذ ترفع رايات الذكورية وتحسب المرأة ملكا مشاعا للرجل لا قيمة لها ولا دور إلا لتلبية رغباته.
ولهذا تجدنا أمام قطعان غفيرة من البشر اليائس , المصفود بالحرمان من أبسط الحاجات الإنسانية , وقد هام في فضاءات الفنتازيا البهتانية التي تؤجج فيه تلك الرغبات المكبوتة.
حتى صار موته من أجل الفوز بلذة جنسية عارمة , في رياض خيالية خلابة يهنأ بها بالسلوك الجنسي الدائب الذي لا ينضب , وكأن مكافأة الإيمان والدين إمعان بممارسة الجنس الطيب اللذيذ , الذي يقوق الخيال والتصور ومعنى اللذة.
وأبواق البهتان تحلل لنفسها ما لذ وطاب في الدنيا , وكل منهم زير نساء لا يعرف الهدوء.
وكل منهم لديه ما ملكت يمينه من الجواري , وما يحلله لنفسه بفتاوى وإدعاءات إستحواذية غاشمة.
ولو بحثتم في فتاواهم لوجدتم النسبة العظمى منها جنسية , وهم يدعون أنهم من العارفين بالدين , وهم الذين إتحذوا منه وسائل للتعبير عن ذكوريتهم الخرقاء.