19 ديسمبر، 2024 2:16 ص

البهائية ديناً يَخترق العقول…ماذا لو أنتشر …؟

البهائية ديناً يَخترق العقول…ماذا لو أنتشر …؟

يقول بهاء الله نبيهم الجديد : وهو الأحدث في سلسلة الرسل ، نحن نؤمن بأستمرارية الأنبياء والرسل لا بأنقطاعها…نؤمن بوحدة البشرية ، وطبيعة الحياة والهدف ، وبالحرية المطلقة ، والحق المطلق بين الناس.. والسلام بلا حروب ، ودين بلا مذاهب ، ولا طوائف ، ولا تقديس، هدفنا الأنسان ولا غير..
فماذا لو تحققت الاهداف وانتشرت اليوم في العالمين…؟
ما هي البهائية ..؟ هي ديانة توحيدية جديدة قائمة بذاتها ظهرت سنة 1844 للميلاد في شيراز الأيرانية ، زعيمها بهاء الله، جاء ليرث نظرية المهدي المنتظر على غير طريقة الشيعة الأمامية ، فلسفة اخلاقية مجردة من التوجهات الدينية المعقدة، وبلا رجال دين يتحكمون بالناس ، مبدأها الاساسي الوحدة الروحية للجنس البشري ؟ يعتقد بعضهم أنهم ينتمون الى الاسلام،والبعض الاخر لا يعتقدون بهذا التوجه.
اصحابها الخلص يدعون ان مبادؤهم تدعوالى الآلفة الاجتماعية والمحبة ووحدة اللغة والسلام ونبذ الحروب ومساواة المرأة بالرجل. وهم ممن يعتقدون بالمهدي المنتظرعلى غير طريقة الشيعة الأمامية ،لكنهم لايؤمنون بقيامة او عودته ، بل بالمبادىء الحقة التي نادى بها.الغوا الصلاة المعتادة وحولوها الى ترانيم مجهولة..والحج عندهم وَهم لا يأخذون به ،ولا يعتقدون بوجود مكة في هذا المكان ويبرهنون ، والزكاة عندهم غير واضحة المعالم. لها جامعة علمية ومنهج مُحكم..؟
وفي حقوق المرأة ،ساوت البهائية بين الرجل والمرأة في الحقوق والميراث والوصية ، لكنها منعتها من تولي ( الولاية وبيت العدل ) اي ان لا تكون قاضية..منحتها الحرية المطلقة في التمتع بحياة الانسان الطبيعية ولا احد يستطيع ردها ،فهي والرجل سواء بسواء.
يقول البهائيون ان في حرية المرأة وانفتاح الحركة على المساواة لا تطاول على حقوق الله والوطن ما دامت هي وأنت من المخلصين للواجبات الانسانية ..لا يسرقون ولا يعتدون على حقوق الامة والناس،وهما جوهر العقيدة البهائية. ويعتقدون ان من خالف الاوامر الآلهية فيما يخص الحقوق حسب ما جاء في الآية الكريمة :” أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ،القصص آية 56 ” يجب ان يطبق بحرية الرأي لا بقوة السيف.. ؟
هم ينكرون النظريات الوهمية ،كنظرية المهدي المنتظر وولاية الفقية ،ويعتبرونا نظريات لأخمادة الهمة وتشجيع الأتكالية الشخصية – وهم محقون – . أما التطلع للمستقبل فيجب ان يكون بالعلم والعمل والأيمان بهما . ويعتقد اعداؤهم كل الذين نادوا بهما من امثال علي الشيرازي وغيره ،هم من مختلي العقول ومن السفسطائيين الذين لا يؤمنون بالدين الاسلامي والنظريات العلمية لكنهم يؤمنون بالرب الواحد على سبيل
العضة والأعتبار ،ولا اعتقد هم يقصدون ذلك من النص : “لا اله الا انت الرب الأبهى ، أنظر الدليل والأرشاد كتابهم الأساس ص16”.
ويعتقدون ان كل المهوسين بالجهاد على الفاضي والمليان ونظرية المهدي لا يفرقون بين الحقيقة والوهم. ومن يريد ان يفهم البهائية على حقيقتها عليه ان يقرأ ( كتاب الدليل والارشاد) في لقاء رب العباد. لتتعرف على المبادىء الانسانية البحتة التي ينادون بها. ليس من حق دولة ان تلغي رأيهم باعتبار ان العقيدة الدينية مباحة لكل الناس دون اجبار (لكم دينكم ولي دين )..
والبهائية من الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر، ولكنهم لا يؤمنون بالاجبار في العقيدة بل بالحق المطلق الذي جاء في القرآن وتخلى عنه المسلمون كما يعتقدون.. يقولون ما لا يفعلون؟ ولا زالت كلمة الاعلى والبهاء هي من معتقداتهم ولا يخالفون الأخر. وهم يعتقدون بالبهاء (هو الله ) وهو صاحب الاسماء الحسنى، كقوة نافذة في الصدور لتعميق الاعتقاد بالحق المطلق. ومشاركة الناس في الحقوق دون تفريق.
يعتقد البعض ان البهائية تخفي عقيدتها لانها مشركة بالله واليوم الاخر، لكنهم يخفون عقيدتهم خوفا من الأذى الذي سيلحق بهم من جراء ذلك وخاصة في ايران المتطرفة دينياً عليهم والمُحرمة بالتعامل معهم بأعتبار حركتهم زندقة ..لذا فأن البهائيين لم يتطرقوا الى صلب العقيدة سوى المسائل الجانبية والمباحث الفرعية.
البهائيون يعتقدون ان التقدم هو الحرية المطلقة والحق المطلق بين الناس تطبيقا لا قولاً …كما في نصوصهم :” وهذا ما أمرتنا به في كتابك الذي أنزلته على من أصطفيته بأمرك، ( الارشاد ص31) .ليس بغريب هذا الخفاء ،فالاباضية يحصرون عقيدتهم بهم دون الاخرين ..لكنهم في حقيقة التطبيق في سلطنة عُمان الحالية يُعتبرون من احسن دول المسلمين في تأدية الحقوق للناس والوطن .،حين يؤمنون بأن :” على السلطان ان لا ينام ليلته وفي بلده معوز واحد. نظرية مطبقة عندهم اليوم…؟
ودولة عمان الحالية مثالا رائعاً لما نقول .
على المسلمين جميعاً : ان يتخلصوا من رجال الدين وتوابعهم الذين لا يعترف القرآن بهم ولا يخولهم حق الفتوى على الناس ،ولا يميزهم بلباس معين ولا يمنحهم لقب التقديس كما في جاء في سورة البقرة آية 174. انما يأمر الله بتحقيق حقوق الناس بغض النظر عن المذهب او الدين.،الفصل الاساس هو العدالة والقانون .وهم يعترفون بنبوة موسى وعيسى ومحمد الارشاد ص54). ويعتقدون بقدرة الله بلا حدود(كن فيكون).
وخلاصة القول :هم يؤكدون على العلم المطلق ببرهان ، والحق المطلق بميزان ، والمساواة بين البشر على القدر والاستطاعة بأحكام ، ولكل انسان الحق بأن يرتقي الى اعلى المناصب بالعلم والحق وبالأيمان والمقدرة والكفاءة ..ومن خلال النصوص المنشورة التي قرأتها ان البهاء زعيمهم لا يؤمن بالآلوهية الربانية ،بل موجه لأصحابه مُطاع.
للمزيد يجب عقد مقارنة بين التـأويل القرآني لا التفسير عند المسلمين، والتأويل عندهم لمعرفة حقيقة النص المقدس في القرآن بعد ان ضيع فقهاء المسلمين المعنى الأكيد نتيجة المذهبية المخترعة دون اصل أو توكيد ، وهي أبتكارات أجتهادية اصبحت تاريخ .
وهم لا يؤمنون بانتهاء الرسالة الربانية ،كما يومن كل المسلمين (اليوم أكملت لكم دينكم ) بل باستمرارها لتكون هادية للبشرية في كل العصور،وان الله هو سلطان البهاء والأقتدار.
أفكار جديدة وجادة ،لا ندري مدى تطبيقها عندهم لو استلموا حكم الدولة .
أنظر كتاب :البهائية الفكر والعقيدة : دار الثقافة الاسلامية…؟
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات