لست بكاتب الا ان تجربتين مرت بي قبل فترة وجيزة قادتني الى التفكير بالكتابة ، ولعل (البلطجة) كعنوان لمقالي الاول والذي قد يكون الاخير يثير الاستغراب مما يدعوني لتوضيحه فالبلطجي المتداول بين المصريين خصوصا يطلق على من يستخدم القوة والعنف لإجبار الغير لتنفيذ فعل او الامتناع عن فعل ولعل هذا ما استهواني بالمصطلح ودعوني اشرح لكم تجربتي المريرة مع البلطجية
عندما يكون هناك دستور وقانون ملزم واستقرار امني وتوازن مجتمعي تزول البلطجة لكنها تطهر مع فقدان التوازن وغياب القانون .. وباختصار فأن البيئة المناسبة لنمو البلطجة هي بيئة الفوضى الخلاقة لصاحبتها كونداليزا رايس
المواطن كما نعلم تحميه الدولة من خلال الدستور والقانون والمؤسسات الرسمية وعندما يكون الامر خلاف ذلك تبدأ البلطجة والاستقواء فهذا يستقوي بعشيرته وذاك يستقوي بمذهبه والآخر يستقوي بدولة غير دولته ..وأليكم الحادثتين باختصار
اتصلت بي احدى الفضائيات لأجراء لقاء مباشر حول موضوع تشريعي صدر مؤخرا وعادة اسال عن محاور اللقاء بصورة عامه لغرض اعداد اللازم خصوصا وان اللقاء يبث بالمباشر وليس تسجيلا وبالفعل حضرت وقبل الموعد المحدد بقليل وجلست في صالة الاستقبال ومعي موظف العلاقات العامة مع الإعلامي الذي سيدير الحوار واخذنا نناقش بعض الامور الخاصة بالتشريع وبعد قليل حضرت شخصية تظهر في بعض القنوات بصفة محلل سياسي وبعد ان عرفني مقدم البرنامج على الدكتور فلان كانت المفاجأة ان الدكتور سال معد ومقدم البرنامج (شنو الموضوع الي راح نحجي بي) ؟؟؟ عندها اصبت بالصدمة وتبين ان الدكتور والمحلل هو تحت الطلب عند الحاجة دون تحضير او طلب اوليات عن المواضيع التي سيناقشها وهي محط اهتمام المواطن العراقي .. ظهرنا على الهواء وبعد المقدمة المعتادة من إدارة القناة تم توجيه الاستفسار والسؤال لي باعتباري من المعنيين بالموضوع وابديت الملاحظات والجوانب القانونية والهينات التشريعية للقانون مع إيجابياته وسلبياته التي ظهرت عند دخوله حيز التنفيذ .
بعد ذلك التفت مقدم البرنامج الى الضيف الدكتور وسأله عن موضوع التشريع فكانت اجابته بعيدة بعد الشمس والقمر عن الأرض حيث نتكلم في قانون يخص أموال الدولة والأشخاص وهو يجيب عن الحشد الشعبي و ابطال الحشد وما قدمه ابطال الحشد من تضحيات والدور الذي قام به في تحرير الأجزاء المحتلة من العراق حقيقة أصيب مقدم البرنامج بالحرج واخذ الحوار يذهب في اتجاه اخر غير الموضوع الأساسي لحين انتهاء البرنامج وعند المغادرة ودعني معد ومقدم البرنامج الى باب سيارتي وهو متأسف لما حدث وبعد سؤالي لهم لماذا جلبتم هذه الشخصية غير المختصة والملمه بالموضوع كانت الإجابة ان الدكتور نلجأ اليه عند الطلب وعندما لا نجد ضيف اخر متخصص لسد الفراغ ليس الا وعندما يحضر الدكتور وهو لا يعلم عن الموضوع شيئا يبدا بالكلام عن الحشد والتحرير باعتبارها خطوط حمراء لا احد يمكن ان يرد عليه او يقاطعه حتى وان كان الكلام عن البنسلين او الذرة وهذه هي البلطجة والاستقواء بحد ذاتها
حالة أخرى أيضا بطلها يحمل لقب الدال قبل اسمه جزافا عندما أراد ان يمرر ملف لاحد المرشحين لنيل منصب رفيع في احد المؤسسات وقد صدر قرار سابق بمنعه من الترشح لفقدانه احد الشروط الجوهرية والاساسية المطلوبة واذا بالدكتور الهمام يدخل بقوة على الخط لإلغاء القرار السابق والصادر من الجهة المعنية لا لمظلومية هذا الشخص ولا للخطأ في القرار وانما لكون هذا الشخص كان في الجارة ايران وبالتالي يعتبر في عداد المجاهدين وبالتالي يجب ان يمرر.. طيب كلنا يعلم ان المجاهدون لديهم حقوقهم التي كفلتها التشريعات العراقية وانشات لهذه الاغراض مؤسسات ودوائر تعنى برعايتهم وحسب الأصول وان هذه الدوائر والمؤسسات تنسق مع غيرها لتسهيل مهمة المجاهدين وضمان حقوقهم وحتى في أداء مناسك الحج والقبول في الجامعات وغيرها من الامور ولكن ان يأتي هذا الدكتور ويرغم مؤسسات الدولة على اتخاذ قرارات مخالفة للقانون بحجة انه سمع او اتصل به اشخاص وقالوا له ان فلانا كان مجاهد وكان في ايران فهل صار ايران قبلة العراق وهل ان مجرد التواجد فيها لفترة ما بات يعد شرف ما بعده شرف ؟ ومتى سنستقوي بالعراق العظيم وبشعبه ودولته
هذه هي الكتابة انها انين ووجع والسلام عليكم