21 ديسمبر، 2024 5:43 م

البلد : قلق + قلق على الطريق

البلد : قلق + قلق على الطريق

قطعاً وبتاتاً لا نبتغي هنا التعمد في اثارة وزرع بذور القلق المسبق الناضجة .! في صفوف مجتمعنا , لكنّه من دونِ سابقٍ انذارٍ ولا تحذيراتٍ مبكّرة , ولا حتى اوّلياتٍ وخلفيةٍ للتهيئة النفسية والإجتماعية , كما دونما اشاراتٍ مسبقةٍ من الناحية الفنيّة التي قد تقود بإتجاه نفق القلقِ هذا , فقد فاجأتنا وباغتتنا مديرية الدفاع المدني < يوم امس الأثنين > بنشرها اعلاناً هامّاً  في السوشيال ميديا ” وكأنّه اعلانٌ مجسّم ! بل وحتى كأنّه ثلاثيّ الأبعاد ” , كان عنوان مضامينه التفصيلية كالآتي : –

< اجمعوا الهويات والمستمسكات وتابعوا الإعلام وخزّنوا مياهاً صافية > .! , وجرى ذكر 13 نقطة تفصيلية تتعلّق بسبل الوقاية ممّا قادم .! , كان ابرزها : – التصرّف بهدوء بما يساعد على تقليل مخاطر الفيضانات .! ويليها تأكيد المديرية على ضرورة الإحتفاظ بالمستندات والوثائق الرسمية في متناول اليد , تحسّباً لإقتراب حدوث فيضان بشكلٍ مؤكّد .!! , وتعقبها نقطة اخرى على ضرورة ايقاف تشغيل الأجهزة الكهربائية في حال تسرب المياه الى داخل المنزل . اذ وهلّم جرى من ذكر النقاط الأخريات ذات العلاقة غير الحميمية , عبر التأكيد على ضرورة الإنتقال الى الطابق الثاني من البيت ” إن وُجِد ” مع ضرورة نقل المؤن والموادالغذائية وماء الشرب الى الطابق الثاني . كما اوصت المديرية بضرورة مغادرة المنازل الى امكنة آمنة اخرى تحددها الجهات المعنية والأمنية ودوائر الدفاع المدني , في حالة تدفّق مياه الفيضان القادم والهائم .!

هل حقّاً اننا على ابواب اصطدامٍ بفيضانٍ وكأنّه على بُعد امتار منّا .! , اين الدولة واجهزتها قبل الدنّو من هذه الحالة .!؟

   القلق المقلق الآخر الذي يوازي وقد يفوق الأوّل , هو ما زخرت به نشرات الأخبار العالمية والأقليمية < على مدى الأيام القلائل الماضية > عن رسالةٍ تحذيريةٍ من تل ابيب الى بغداد , تحذر فيها من اختيار وتحديد اسرائيل لمجموعة او رزمةٍ من بنك اهداف سيجري ضربها وقصفها في العراق , في حال انطلقت صواريخ ومسيّراتٍ ايرانية من الداخل العراقي على ايدي او عبر الفصائل المسلّحة ” وهذا ما افاضت وكرّرت نقله ونشره وسائل الإعلام نقلاً عن اقمارٍ صناعية ” … الخشية الكبرى التي تنتاب جموع المواطنين ” وفي احدى حلقاتها الستراتيجية ” أن تتعرّض مؤسسات حكومية وخدمية ذات المصلحة العامة والحياتية لعموم المجتمع , وما قد يفرزه ذلك من مآسٍ اقسى من التراجيديا .!

وهل في العراق ينقصنا من القلق , بعدما امتلأت وفاضت حتى زوايا الوطن بمساحيق القلق وادواته وآليّاته التفصيلية والحياتية .!