البقرة حيوان مسالم لطيف مظلوم ، وقد ورد ذكرها في القرآن وجاء باسمها سورة كاملة هي (سورة البقرة) وبلغ عدد آياتها 286 آية . والبقرة على طول الخط تتعرض للذبح لكونها ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها ، بعكس الحيوانات الاخرى كالأسد والنمر والدب والذئب وغيرها من الحيوانات المفترسة . ولعل ابشع حادثة قتل تاريخية بحقها ما وقع في زمن النبي موسى بحسب مفسري القرآن حيث اشتروها بأغلى ثمن ،وبالنهاية ذبحوها (وما كادوا يفعلون)، ويا عيني ع الصبر.
والدين يحلل اكل لحوم جميع الحيوانات الضعيفة مثل الدجاج ، والطيور بأنواعها والاغنام والابل والابقار وغير ذلك ، ويحّرم اكل لحوم الحيوانات القوية المفترسة التي تستطيع الدفاع عن نفسها كبعض ساستنا (المحنكين) ! والسبب اعتقد واضح ، والّا ما هو الفرق بين لحم الجمل مثلاً ولحم الزرافة ؟!
والبقرة في الدول العربية والاسلامية مظلومة كالظلم الذي وقع على الشعب العراقي . لكونها تذبح من الوريد الى الوريد من دون رأفة ولا رحمة من قبل الذبّاح ، وقد يقول قائل : ان سبب ذبحها لان لحمها مستساغاً وطيباً . ونقول بل ان هناك كثير من الحيوانات لحمها اطيب من البقرة ، ومع ذلك لا يحبذون اكله ولا نريد ان ضرب امثلة على ذلك . واحياناً يكون حظ البقرة (كاعد) وامورها (عدلة وماشية) حتى انها تحصل على الخدم والحشم وعلى حمايات خاصة مدججة بالأسلحة ولا يستطيع احد الاقتراب منها ،كأنها في المنطقة الخضراء. كالبقرة التي في الهند فأنها تعبد ويصلى لها خمسة اوقات متفرقة ، بالإضافة الى تقديم القرابين والهدايا ويسمح لها بالسير في الشوارع والطرقات والاسواق ، فهي (كسر بجمع ) ملكة دهرها و امبراطورة زمانها .
وقد تكون البقرة اكثر ظلماً وعدواناً هو ما تتعرض له في البرازيل ، فان هذه الدولة العظيمة راعية الديمقراطية وحقوق الانسان اكثر اعتداء على هذا الحيوان المسكين الذي لا حول له ولا قوة . و الطامة الكبرى ان البرازيل ،بعد ذبح هذه الابقار، (تسلفن) لحمها ومن ثم تصدره الى البلاد الاسلامية وغير الاسلامية ، وتدعي انها ذبحت هذه الابقار على الطريقة الاسلامية ، بمعنى انها تريد توصيل رسالة تؤكد فيها على ان الدول الاسلامية اختصاصها الذبح ، الامر الذي تأثر به ابن لادن والقاعدة فراحوا يذبحون البشر كما البرازيل تذبح البقر ، لكن الفرق شاسع ما بين الاثنين ، كون لحم البقر قابل لتناول الناس ، لكن لحم البشر ليس كذلك .
ولعل بعض ساستنا قد تأثروا بالبرازيل فراحوا يذبحوننا بطريقتهم الخاصة كذبح البقر ،بل اشد من ذلك مع سبق الاصرار. فتارة بسرقة قوت الشعب ، واخرى بفتاوى سياسية ومذهبية وطائفية ، وثالثة بفدرالية وديمقراطية وصناديق اقتراع اقرب منها الى المهزلة والضحك على الذقون ،المحلوقة وغير المحلوقة . ( وجيب ليل واخذ عتابه ) على طريقة المرحوم ابو العتابة جبار عكار ( ياذيب ليش اتعوي حالك مثل حالي ) ،لأن حال الشعب العراقي من شماله الى جنوبه حالة واحدة . ورحم الله البشر قبل البقر.