22 نوفمبر، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

البغضاء والشحناء سلوكنا!!

البغضاء والشحناء سلوكنا!!

ما نفكر به ونعتقده ونؤمن به , ينطلق من الشحناء والبغضاء , فهما الركيزتان الأساسيتان لسلوكنا منذ قرون.
فمهما توهمنا بالأخوة والألفة والرحمة , وكل شيئ مشترك وواحد , فنوازع البغضاء والشحناء تجبرنا على ممارسة سلوكهما , فنحن في حقيقتنا عبيد لهما .
أنظروا في أي موضوع , فستجدونهما فاعلتان ومؤثرتان وتنطويان على ما لا تحمد عقباه.
ديننا يزدحم بهما , مجتمعنا يرتكز عليهما , أحزابنا , أنظمتنا السياسية , أقلامنا وما تخطه وتبششر به , فيه مداد البغضاء والشحناء , فلو أخذت أي منشور وتفحصته وشرّحته فستجده متورطا بمفرداتهما.
فكيف نبني مجتمعا قويا , وهاتان الآفتان تنخرانه وتحيلانه إلى ركام؟
المجتمعات الحية القوية , تستند على أسس مشتركة وتفاعلات متساندة , تعين التقدم والرقاء , وتمنع الضعف والإنهيار.
ومن المعلوم أنهما تؤديان إلى الفرقة والعدوان وإستنزاف الطاقات وتدمير الكيان.
ولا يُعرف لماذا تتفاعل هذه الطاقة في ديارنا , وتغذيها أطراف متعددة من أعلى كرسي في البلاد , إلى آخر أوجاع العباد , وتلعب منابر المعممين دورها الفتاك في إذكاء نيرانها , وتحضير حطبها , ومن الصعب أن تجدوا كلاما خاليا منهما , في خطب أدعياء الدين.
فهل أن من الدين أن نتكاره؟
هل من الدين أن نزرع أسباب التنافر والعدوان بين أبناء الدين الواحد؟
إنها أسئلة بلا أجوبة!!
ويبقى السلوك معبرا عن أسوا ما فينا , كأن الدين نبّاش أوجاع ومآسي , ويأخذنا لسوء المصير.
فهل لدينا القدرة على إطلاق طيبانت ما فينا؟
ولا بد للخير أن ينتصر!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات