تميزت قناة البغدادية الفضائية خلال عشر سنوات في تقديم ماهو مفقود في الإعلام العراقي، واقصد به تحديدا ً الإعلام الوطني المستقل والهادف لخدمة الشعب وترجمة رسالة الإعلام المشرفة حين يكون سقفاً مضيئا ً يساعد السلطات على رؤية أخطائها وفسادها، ويدعو الجمهور الى المشاركة المباشرة بصياغة هذه الرؤية ومعرفة المعلومات والوثائق وتعرية الفساد، كحق طبيعي للمواطن غاب عنه منذ نصف قرن واكثر. قناة البغدادية التي رسم توجهاتها وصمم خطابها رجل الاعمال العراقي المعروف المهندس الدكتور عون الخشلوك،ومن ماله الخاص، أراد لها أن تكون متحررة من أية تبعية، بل تكون أحد عناصر القوة بيد الشعب في ظل نظام ديمقراطي وحرية تعبير، وهي مشاركة وطنية نوعية ورائدة كونها تترفع عن أية اغراض شخصية، أو منافع تجارية أو مكاسب منتظرة أو أجندة خارجية أو غيرها مما يحرك بوصلة الإعلام في بلدان التخلف العربي .
نجحت البغدادية وأخذت موقع الصدارة لأن خطابها مستقيم يهدف لخدمة الشعب وكشف الفساد ومواجهته بكل قوة وحجة وصور الواقع المزري، وكانت قوة لاتُضاهى في الشارع العراقي، ومحرض وطني لإنتزاع الحق للفقراء والأيتام ، ولهذا السبب وليس غيره أغلقت مرات عديدة، ثم تحول التصدي لها ومحاربتها من قبل احزاب وحكومات ودول وباغراءات المال وصل التآمر عليها الى توقفها المؤقت قبل بضعة أشهر .
تجلى الفساد الأخلاقي والإعلامي مرة اخرى في سلوك القرصنة الذي لجأ لها البعض في السطو على أسم البغدادية وعنوانها و” اللوﮒو” الخاص بها ، في محاولة لتقديم نسخة مزورة للقناة، يساعد في هذا بعض من ذوي النفوس الضعيفة من أشباه المذيعين الذين تنكروا للأخلاق وتعاملوا بسلوكيات المرتزقة الذين يتواطئون مع القراصنة لسرقة سفينة الحق، في خيانة علنية للضمير والشرف المهني، وتنكرّ مشهود لحليب الأم .
لم يزل الشعب العراقي يترقب عودة قناة البغدادية في سؤال لم ينقطع ، وهذا ناتج طبيعي عن علاقة الإعلام الوطني بمصالح الناس وقطاعات الشعب المختلفة، والشعب يعرف ملامح البغدادية كما خبر نبرات صوتها الصادق .
البغدادية بحسب مامتاح من معلومات، ستعود قناة خالية من الأشنات وقوية بمضامينها،وستقدم مايجعلها الأكثر تميزا ً ونجاحا ً في الساحة العراقية والعربية .
[email protected]