23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

( البغدادية ) هل تعود إلى سابق عهدها 

( البغدادية ) هل تعود إلى سابق عهدها 

قناة البغدادية ( العراقية ) الرائدة بعد أن أصبحت الرئة التي يتنفس منها أفراد الشعب العراقي وبكل فخر واعتزاز .. وبعد وقوف طوابير من المواطنين الأعزاء صباح كل يوم للمشاركة في برنامج ( البغدادية والناس ) ونقل همومهم ومعاناتهم   .. للزميل الشاب الرائع مصطفى الربيعي , الجميع من الإخوة العراقيين كانوا يتابعون بشغب بالغ وكبير ما تبثه هذه القناة من برامج حية وعلى الهواء مباشرة من برامج رائعة تحكي قصة شعب يموت في وضح النهار .. للزملاء الأعزاء أستاذنا الكبير عبد الحميد الصائح وأنور الحمداني ونجم الربيعي وعماد العبادي …  و آخرون , جهود كبيرة تستحق الإشادة والتقدير والثناء تلك التي تقوم به قناة
( البغدادية ) الرائعة من اجل الوقوف مع محنة الشعب العراقي .. لمساعدتهم في مواجهة أصعب واقسي تحديات يمكن أن تقف بوجه المواطن العراقي الجريح ، فيما رأيت زميل صحافي متألماً فقلت أي المواجع تؤلمك ، قال ما أراه اليوم من طعنات صحفية وإعلامية جديدة ظهرت على الساحة ( العراقية ) التي أخشى إن تكون مقدمات لتدمير البيت الصحفي والإعلامي العراقي ، قلت لا شك انه موجع قاس ، ولكن هذه الطعنات ليست قوية حتى تكون حربا بهذا الحجم في العراق بل هي من صنع الساسة الذين رأوا إن لا مقبولة شعبية لهم بعد أن كره الناس السياسة , وما ذاقوا من ويلاتها ورأوا أن العاطفة الصحفية والإعلامية قوية لدى هذا الشعب فراحوا يلعبون لعبة الطائفية الجديدة ، قال صاحبي وعلى أي شيء استندت في هذا !

قلت : انظر إلى عمق التاريخ الصحافي والإعلامي العراقي هل تجد حربا مثل هذا النوع أو حتى فواصل طائفية قال نظرت فوجدت إن مظاهر الطائفية تجاوزت وقست !
العائلة الصحفية والإعلامية العراقية تعبر اليوم عن قلقها إزاء ما يحدث من تجاذب وانشقاقات في الوسط الصحافي والإعلامي في العراق الجديد , حيث ظهرت في الآونة الأخيرة حالةٌ خطيرةٌ لا يمكن السكوت عنها بعد أن تكررت مرات عدة وهي التدخل السافر من قبل الحكومة المركزية في بغداد وحكومات المحافظات والمجالس المحلية في عمل وسائل الإعلام وتوجيه الاتهامات الباطلة تجاه قناة العراقيين الرائعة ( البغدادية ) ومندوبيها ومقدمي برامجها مجرد الوقوف مع الشعب الثائر البطل وهو أمر يناقض ما نص عليه الدستور العراقي ، في حين تحتدم الأحداث وتتصاعد موجة الاحتجاجات والتنديد بما ترتكبه الحكومة أو احد وزرائها أو المنتمين لبعض الأحزاب والكتل السياسية في العراق الجديد , تقوم وزارات مكلفة بالاسم وبالتصريح العلني المرفقة بقوى أمنية لإيقاف عمل القنوات الفضائية أو الإذاعات أو إصدار الصحف , التي تبدأ يكشف أولى خطوات الحقيقة لتدهور المسيرة السياسة في عراق ما بعد الاحتلال وما يرتكبه بعض الوزراء أو الوكلاء أو السفراء أو الموظفين الكبار من جرائم يحق الشعب العراقي لا يمكن لأي مواطن شريف أن يسكت عليها , فكيف يمكن إذن لقناة فضائية أو إذاعة أو صحيفة عن السكوت لإيصال الحقائق للمواطنين وللرأي العام العربي والعالمي , وفي هذا النطاق لا بد لي أن اهمس في أذن المسؤولين الذين تطاولوا على بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أنهم خاسرون أولا
وأخيراً .. إذ لا يمكن الآن مع هذا التطور الرهيب والعجيب من تقنيات الإعلام وسرعة توصيل تغطية الخبر خلال ثوان بأحدث الأجهزة المتطورة الحديثة كالهاتف النقال والانترنيت وغريها رمن أجهزة أخرى دخلت للبلاد حديثاً .. وبأساليب تبتعد عن أخلاقيات المهنة والحرفة في أي قرار يتخذ والذي من المفترض أن يعرض على مسؤولين كبار متخصصين , والغريب أن وسائل الإعلام الأخرى وهي الواقعة أساساً ضمن نطاق الزمالة والمبادئ والوحدة والقسم الخالد لعمل الإعلاميين صمتَ وتحول صمتها إلى جبن وخداع وميل ونفاق إلى جانب الحكومة خوفاً من إغلاقها هي الأخرى , وما قد يتعرضون له من تهديد مباشر على حياتهم وحياة عوائلهم , عذرا أقولها للأسف وأكرر للأسف إن البعض من الزملاء لم يؤد الرسالة الإعلامية بالشكل المطلوب فالمجاملة والمحاباة والتنظير للآخر والتسابق والإسراع في الوصول أولا للجلوس في ديوان المسؤول وتقديم الولاء والطاعة أولا على حساب المهنية الصحفية والإعلامية لازالت بين أسطر الصحافة العراقية , فالصحفي والإعلامي الناجح من يملك الشجاعة لا يخجل من الاعتراف بسلبيات المسؤول والإداري من وهب البصيرة لا ينظر تحت قدميه ولا ينتشي بالإيجابيات المؤقتة , بل يبحث دوما في مهنة المتاعب عن الأفضل والأحسن ومن يسع للنجاح يرفض دفن رأسه في الرمال يواجه النفس ينتقد الذات ولا يخشى في الله لومة لائم , عندما نقول من يولد ليزحف لا يستطيع الطيران دوماً لكن هنا ما نؤكده قد يثير حفيظة البعض من الزملاء لكن في النهاية يجب علينا كشف الحقائق والرسائل الإعلامية الأخلاقية لصاحبة الجلالة ونطالب بإيجاد طرق جديدة لإعادة الهيبة والفخر للصحافة العراقية الوطنية كافة وعندما نبدأ في الكتابة أولا عن واقعنا المرير والمريض لكافة مفاصل العراق , هنا لابد من التوقف عند حقيقة ثابتة ومزعجة للبعض أن الصحافة العراقية عرفا ما يمكن كتابته في سطر يجب أن لا يكتب في سطرين هذا العرف ابتدعه كتابنا الأوائل وأساتذتنا الأفاضل , وهنا لا يمكن حصر هؤلاء لكن أكرر مع الأسف الشديد أن الصحافة العراقية اليوم لم تضمد جرحها والبعض من الزملاء يرى أن الكم والكيف يفرز إنجازا والبعض الآخر يرى أن الإنجاز هو الذي يفرض نفسه على الساحة كما وكيفما وأن الاهتمام عندنا الإنجازات المادية التي تتحقق , سؤال كبير ولكنه لم يكن محيراً رغم حالة الفرح والنشوة التي يشعر بها البعض من الزملاء عندما يقبض بالدولار وهم يغادرون بصحبة المسؤولين إلى دول الجوار من خلال المتابعة والتنظير والكتابة الملونة ما يجري على الساحة العراقية بالمقلوب وكيف تجرد البعض عن هذه الرسالة الإنسانية وأخذ البعض يبيع نفسه لكل من هب ودب , كانت إجاباتنا واضحة إمام مجلس إدارة نقابة الصحافيين العراقيين وحجم المسؤولية الملقاة على نقابتنا وما حققته من مكاسب معنوية وماديه لفقراء هذه المهنة في بلدي اليوم كم أتمنى لو يفاجئني أحد زملائي الأعزاء من الصحافيين بذات السؤال قبل الحكم عليه إلى السادة المسؤولين في الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق بعد الاحتلال الغاشم وما تحقق للصحافة في العراق خلال ( 14 ) عاماً والسؤال يطرح نفسه الآن أين حقوق شهداء الصحافة العراقية وأين المنح التشجيعية السنوية للزملاء الاعلاميين والصحفيين , والى متى تأخذ حقوق الصحفيين الكبار ومع أسفي الشديد وتعطيها للصغار , سيقذف عدد من المسؤولين العراقيين الاتهامات الباطلة ضد الناطقين بالحق وهناك حكمة أؤمن بها إذا كانت في فمك كلمة حلوة قلها على الفور حتى لا تفقد حلاوتها , وإذا كانت في فمك كلمة مرة فأجلها إلى الغد حتى تفقد مرارتها , والله من وراء القصد ..