البغدادية الفتاة الشجاعة التي تعادل عشر فتيات من مثيلاتها كانت و مازالت تمشي ممشوقة القوام مرفوعة الرأس بين أشباه الرجال بشرف و ثقة رغم ما تعرضت له من أذى و طعنات مادية و معنوية فقط لأنها تقول الحق و تنطق به دون خوف و بلا مجاملة او مُحاباة ، قالت مالم يقله رجال كُثر يتبجحون بأنهم صوت الوطن و المواطن و أنصار الفقراء فقد اقتربت البغدادية من المحرمات السياسية التي جاءت بعد الاحتلال و حاولت تغيير الخطوط الحمراء الى الوان أقل خطورة من أجل أن لا تعاد الكرة و نصنع صنم جديد مقدس نصنعه بأيدينا و نعبده بعقولنا قبل قلوبنا و نجحت الى حد كبير في هذا النهج و التوجه بدليل غلقها و محاربتها من قبل الحكومة .
الغريب في إغلاق البغدادية أن قنوات عراقية بتمويل خارجي علني تبث الكراهية و الطائفية علناً جهاراً نهاراً و بالاسماء الصريحة من قلب بغداد تعتبرها الحكومة حرية رأي و كلمة حق او بصراحة أكثر و وضوح تقف خلف تلك القنوات مجاميع مسلحة او ميليشيات صوتها و سلاحها اقوى من الحكومة لا تغلق و لا يضيق عليها لأسباب لا تحتاج شرح او كلمات ، لكن البغدادية تُغلق لأنها تحرك الرأي العام للمطالبة بحقوقه و توجيه الشارع ضد الفاسدين و السراق ، الحكومة العراقية أثبتت انها تمارس التعسف و الدكتاتورية و العنصرية بأبشع صورها ضد الاعلام و الصحافة لا بل الأكثر من هذا الحكومة لم تحرك دبلوماسيتها عندما كان اللاجئون العراقيون عالقون على الحدود الاوروبية و تركيا بين الحياة و الموت لكنها جيشت الدبلوماسية لأسكات صوت البغدادية لأنها هددت عروش طغاة المنطقة الخضراء .
للبغدادية نجاحات و بصمات يشهد لها أبناء الوطن الواحد بعربهم و كوردهم بشيعتهم و سنتهم و مسيح العراق و صابئتهم فكانت منبراً للكل بشرط انتمائهم للوطن و بالمقابل أكيد لها اخفاقات و هفوات لأن العمل و التطوير يحتاج الى تجارب و محاولات خاصة وانت تعمل في ظرف حرج جدا في وقت الاصطفاف الطائفي و القومي و الحزبي و تقاتل من أجل ان توحد الصفوف و تلم الشمل وسط اصوات نشاز و اقلام صفراء بالتأكيد ستكون لك بعض الاخطاء الغير مقصودة ، تكميم الافواه لأكثر من مرة سياسة تعودت عليها البغدادية لكن هذه المرة سيكون أخر سكوت إجباري لها لينطلق بعدها صوتها بحرية و جرأة اقوى من السابق لتزلزل جبال الفساد و المفسدين الجاثمة على صدر العراق و العراقيين .