*ما حدث يوم الخميس داخل وخارج ملعب” يوهان كرويف أرينا ” كان مدبر ومخطط معد له مسبقا لغرض تشويه صورة الجالية العربية الهولندية وإظهارهم بمظهر الهمج غير المتحضرين أمام أنظار المجتمع الأوربي ومنظمات المجتمع المدني المتعاطفين والمناصرين للقضية الفلسطينية ,وكانت وسائل أعلام اليمين المتطرف حاضرة ومعدة مسبقآ لغرض المشاركة بتشويه صورة الجالية العربية وتضخيم الأحداث على غير حقيقتها؟.
**على الرغم من أن الهولنديين كانوا مشاركين بصورة فعالة وقد يكونون أكثر من العرب للرد على المشجعين المشاغبين الإسرائيليين, ولكن لم يتم تسليط الاعلام المتطرف بكاميراتهم إلا فقط على العرب ؟ وإهمال الهولنديين ! لان هؤلاء لم يحققوا لهم أهدافهم وما تم الإعداد له مسبقآ .
***هدفنا كمواطنين في المهجر ,هو إيجاد كافة السبل المتاحة للعمل على نشر قيم السلام والمحبة والتسامح بين جميع الأديان والثقافات المجتمعية المختلفة التي نعيش معها، وكذلك الحرص على تعزيز روح التعاون والتفاهم والسعي قدر الإمكان و مشاركتنا الفعالة وكلن حسب مقدرته في عملية البناء والتنمية في البلدان التي نتواجد فيها , ويأتي كل هذا من خلال استغلال كافة الفرص التي تتيح لنا سواء كانت علمية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية , ويجب أن يكون دائما للمواطنين العرب بالمهجر طموح لغرض الإسهام الفعال من خلال تشجيع أبناءنا على مواصلة الدراسة والتقدم العلمي والتقني، والمشاركة معهم في الابتكار وتطوير الحلول التي تساهم في رقي المجتمعات التي نعيش معها , ومن خلال هذه الجهود وغيرها نستهدف إلى إحداث تأثير إيجابي يترجم معها على أرض الواقع انتماءنا الحقيقي , ويعزز في تحسين جودة المحيط المجتمعي الذي نتواجد فيه في كافة المجالات التي تمس حياتنا .
شغب ملاعب كرة القدم هي ظاهرة أصبح مسلم بها ,وتحدث في كل دول العالم وبدون أي استثناءات ,وهذه الظاهرة غير الطبيعية تحدث دائمآ من خلال أنصار الفريق الخاسر ,وعلينا ان ندينها جميعنآ بأشد العبارات لانه ليست من الاخلاق والمبادئ التي تربينا عليها , ولكن الذي حدث ليلة البارحة في العاصمة الهولندية أمستردام ,وبعد انتهاء المباراة التي جمعت نادي “أياكس أمستردام” الهولندي ونادي “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي في الدوري الأوروبي ,والتي انتهت بفوز الأول بنتيجة 5 أهداف مقابل لا شيء يختلف كليا عن أعمال الشغب التي رايناها سابقآ وحتى المتعارف عليها لدى أجهزة الأمن والشرطة , وإنما تحولت وتطورت بسرعة جنونيية الى أعمال عنف سياسية وترديد شعارات الموت للعرب من قبل المشجعين الإسرائيليين ,وكذلك تعمدهم مع سبق الإصرار والترصد لتمزيق جميع الإعلام الفلسطينية التي كانت على البنايات والمحال التجارية مما أدى بالنتيجة الى رد فعل على هذا العمل الاستفزازي من قبل المناصرين للقضية الفلسطينية ومن جميع أطياف الجالية العربية ,وقد تم استغلال هذه الأحداث بصورة متعمدة ,وكانت فرصة متاحة ومناسبة لغرض تضخيمها من قبل وسائل الإعلام الهولندي المتطرفة والسياسيين لغرض التنديد بهذه الأعمال ضد المشجعين الإسرائيليين وبدون أن يوضحوا الصورة الحقيقية ,ومن افتعل هذا الحدث بصورة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد ,وعلى الرغم من أن انصار ومشجعين فريق” أياكس أمستردام” الهولنديين هم كذلك شاركوا وبصورة فعالة واكثر من الجالية العربية بالرد عليهم ,ولكن لم يتم التركيز على هؤلاء ,وإنما استغلت وسائل الإعلام المتطرفة وصحفهم الصفراء على تسليط الضوء على الجالية العربية فقط ولغرض محاولة متعمدة لتشويه صورة هؤلاء أمام إنظار المجتمع الأوربي المناصر للقضية الفلسطينية , وهذا الأمر سيتكرر حتما في ملاعب أخرى لغرض تقليل الدعم للحد الأدنى , وترديد عبارات وجمل من خلال المقابلات التي أجرتها وسائل الإعلام التلفزيونية الإخبارية مع سياسيين اليمن المتطرف , ولإعادة مقولة :” أن أوربا تتجه الى الأسلمة ويجب أن نتصدى لهذه الأسلمة بفرض إجراءات وإصدار قوانيين متشددة بعدم قبول المهاجرين وطردهم خارج البلاد وسحب الجنسية من المشاغبين والفوضويين “.
ولكن ما حدث في ملعب ” يوهان كرويف أرينا ” يختلف الأمر كليآ فقد بدأها المشجعين الإسرائيليين بالرفض بوقوف دقيقة صمت طلبت للجميع من خلال الإذاعة الداخلية على ضحايا السيول والفيضانات التي حدثت في إسبانيا وزاد هؤلاء بالصفير والصراخ وإشعال الألعاب النارية مما سبب حالة من الاستهجان والاستنكار والغضب من قبل مشجعي وأنصار الفريق الهولندي , وكأنما هؤلاء يوحوا اليك بان هناك خطة وتعليمات كانت معدة لهم مسبقا من قبل قيادات أجهزة أمنية ولغرض محاولة استفزاز الآخر من خلال إطلاق الشعارات والاعتداءات اللفظية والجسدية وجرهم بعد ذلك الى القيام بصدامات وخلق فوضى لتشويه صورتهم أمام أنظار الرأي العام.
وأخيرآ وليس أخرى على قادة وزعماء الجاليات العربية في أوروبا , وكذلك خطباء المساجد ومنظمات المجتمع المدني أن يقومون الآن وليس غدآ بعقد الندوات والحوارات واللقاءات في وسائل الإعلام “المرئية والمسموعة والمقروءة ” لغرض توضيح جميع الأمور ووضعها في نصاب سياقها الحقيقي غير المشوه , وفضح ما تقوم به وسائل أعلام اليمين المتطرف وصحفهم الصفراء لتشويه صورة الجاليات العربية , وإظهارهم دائما بصورة المتطرفين والهمجيين غير المتحضرين , ومما ينعكس على نظرة المجتمع الأوربي لهم , ويتم هذا بالاستعانة بما موجود وما نشر في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي .
الاهم والمهم كذلك تقع على عاتق الزعماء الدينيين والسياسيين المسؤولية المباشرة على أن يتم تثقيف جاليات المجتمع العربي ,وذلك من خلال عقد الندوات والحوارات الثقافية للتصدي لهذه الأعمال الفوضوية والاستفزازات , وعدم الانجرار وراء العنف والشغب والتعامل مع هذه التحديات بطريقة عقلانية ومتحضرة وهادئة,والابتعاد قدر الإمكان عن ردود الفعل العاطفية والعصبية ,وإشراك كذلك كل من :”منظمات المجتمع المدني، السلطات المحلية، القيادات الدينية، والأسرة التعليمية المدرسية ” لغرض خلق الحل بيئة تعليمية واجتماعية وثقافية تدعم لغة التسامح والحوار والسلام المجتمعي وبالتالي سوف تعزز معه وتنعكس بصورة إيجابية على الشعور بالانتماء والمواطنة المتكاملة ,وتعزيز سبل أفق التفاهم والتعاون وخلق فرص الحوار الايجابية مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني , وبالاضافة إلى كل هذا , هناك الدور الفعال والمحوري من خلال الهيئات الدينية والمساجد والكنائس واستخدام منابرها في المناسبات العامة والخاصة لنشر رسائل السلام والمحبة ونبذ العنف والتثقيف على مبادئ الإنسانية وإيجاد أرضية صلبة للعمل المشترك بما يخدم المصلحة العليا للمجتمع والجالية العربية .
هذا التثقيف للجاليات العربية في المهجر يتطلب من الجميع المساهمة والمشاركة الفعالة لوضع استراتيجية شاملة للمستقبل , تتركز على مبادئ المساواة واحترام الآخر والوعي المجتمعي والقيم الإنسانية التي يدعوا لها ديننا الإسلامي الحنيف , وتوفير البيئة التفاعلية الاجتماعية التي يمكن فيها للمواطن العربي إبداء آرائه بكل حرية , وحل المشاكل والتحديات التي يواجهونها , وإيجاد الحلول المناسبة لغرض الوصول الى مجتمع خالي من العنف والكراهية والبغض وعدم احترام الأخر قدر الإمكان وتوفيت الفرصة لهؤلاء المتطرفين الذين يتحينون أي حدث بغرض إفساد مثل هذه العلاقات الاجتماعية و أواصر المحبة والتسامح بين أبناء الجاليات والمواطنين ,وتعزيز مفهوم الشراكة الثقافية والمجتمعية بما يتناسب ومفهوم ثقافتنا العربية وسماحة ديننا الحنيف.