تتزاحم حاجات المجتمع لأحتلال موقعها في سلم الأولويات، غير إن ترتبها يتحدد بقوة أهميتها، وخطورتها بالنسبة للمجتمع، وعليه تتحدد المشاريع، ألتي تبادر إليها ألحكومة وتكون في أعلى سلم أولوياتها، ثم تدرج باقي الأحتياجات في ضوء البرنامج الذي تقدمه الحكومة، وتعمل على السير في ظله، لتحقيق خطواته باعتباره رؤية مستقبلية، لتحقيق مايصبوا أليه المجتمع من خدمات وتطور، على جميع الأصعدة السياسية والأجتماعية والأقتصادية .
يواجهه العراق الكثير من التحديات، التي تحتاج إلى تكاتف الأيدي، وتظافر الجهود، للخروج بنتيجة مرضية للواقع المزري، الذي خرج منه بعد سقوط الصنم . وأحد هذه المشكلات مشكلة مناهج وأساليب وفكر النظام السابق، إنها من أعقد المشاكل التي تواجهها كل الدول التي تسبقها حكومات إستبداية، لفترات ليست بالقليلة إلى دولة متحررة، تؤمن بحرية الرأي والرأئ الأخر، ولاتؤمن بأفناء الأخر مهما يكن، إلافي حالات معينة يقبلها العقل والعرف البشري والسماوي.
إن مخلفات النظام السابق ليس من السهل إجتثاثها، بالتصريحات، أو المناكثات، أو بالأغراءات المالية، وحسب إنما تحتاج الى برنامج إصلاحي، يتبنى إسلوب الترغيب والترهيب، لبناء فكر جديد، ولمحو الفكر السابق، الذي أرجع العراق إلى الوراء، مدة لايمكن إحصائها. نحن بحاجة الى إتباع أسلوب العصى والجزرة، للسيطرة على هذا المد العشوائي من التطرف وحب الأقصاء للأخر، نحن بحاجة الى العقل والحكمة، التي تطمئن النفوس المتأرجحة في مواقفها، والتي تتخبط بين الماضي المظلم المنتظم، وبين الحاضر الغائم المتقطع الامطار، على أرض عطشى، لماء صافي وشمس دافئة، تجعلها تنموا من جديد، بثمر مختلف عن السابق .
نحتاج إلى نفوس تفكر بالأخرين قبل أنفسها، نحتاج إلى قلوب تشعر بوحشة الأيتام، بوجع الكبار، نحتاج إلى قلوب تجوع قبل أن يجوع الفقير، نحتاج إلى نفوس لاتنخدع بزخرف البناء، ولا تتخدر برؤية جمال السلطة، نحتاج إلى عقول تعرف معنى الصدق والأمانة، ولاتنام وفي جانبها من لاينام، من الحرمان والجوع .