في الايام القليلة الماضية وردتني معلومات حول تحركات اجنحة حزب البعث في الداخل والخارج وذلك في محاولة للعودة الى الساحة العراقية ومن خلال القطار الاميركي مرة اخرى .
وكنت ارتب المعلومات واسجل الملاحظات لكتابة مقال مطول حول خطورة هذه التحركات والتي تتميزة بالفعالية والتنسيق السياسي والاعلامي بالاضافة الى نجاحات حققها الحزب في استعادة علاقاته مع بعض الدول العربية مستغلا حالة الانحطاط ودولة الرجل المريض في بغداد .
وبينما اتهيأ للكتابة ، افادت الاخبار بان السلطات الاردنية منحت حزب البعث اجازة العمل الرسمي والحر على اراضي المملكة وذلك في تصرف مفاجئ وينطوي على دلالات ومغازي عديدة .
والقرار الاردني ، وضع العديد من النقاط على الملاحظات التي اعددتها للمقال وبالتالي بات ملزما الكتابة والحديث عن احتمالات عودة حزب البعث كقوة تهديد وذلك باسلوب واضح وجرئ مع مكاشفة حقيقية مع نظام الحكم الحالي في العراق والذي تقوده الاغلبية من خصوم البعث .
ان القرار الاردني بلا شك هو خطوة عدائية وهو بمثابة اعلان حرب على نظام الحكم في العراق وبالتالي على الاخير ألا يتحامق ويدعي مدعيات الغرور الفارغ والتبجح بان زمن الانقلابات والمؤامرات قد ولى حسبما يتبجح البعض من زعامات هذا النظام .
وعلى هؤلاء المغرورين المتبجحين الذين يعيشون في اجواء مشابهة لمرحلة انحطاط خلفاء بني العباس و يغرقون في مال الفساد والحرام .. عليهم ان يعلموا ان سقوط الانظمة في القرن الحادي والعشرين صار اسهل من استبدال الاحذية ، فنظام البعث البوليسي القمعي والدموي سقط في غضون 28 يوما فقط ، وان نظام القذافي انهار بفعل تسلل 12 عنصرا فقط من الاستخبارات الايطالية والفرنسية الى بنغازي …. وان نظام مرسي سقط اثر اتصال هاتفي اجراه عبد الفتاح السيسي مع واشنطن ..ويكفي ان انبهكم الى ماكشف عنه وزير داخليتكم السابق عثمان الغانمي الذي ( تغير مزاجه ) في اللحظة الاخيرة ورفض القيام بانقلاب وبدعم من السفارة الاميركية .. فماذا لو لم يتغير مزاجه …. .؟!؟!
وقبل اسابيع من التصرف الاردني المنسق والممنهج ، تواردت انباء عن اجتماعات عقدت بين فريق من السفارة الاميركية وممثلين عن حزب البعث في العاصمة الاردنية عمان .
واعتقد وحسب مؤشرات ،ان الولايات المتحدة داخلة في مخطط كبير يهدف الى اعادة ترسيخ الوجود والنفوذ الاميركي في العراق ، وانها تخطط لتفكيك او التغيير الشامل للنظام الديمقراطي التعددي في بغداد عبر وسائل شتى ،والبعث بتحالفه مع احزاب ومنظمات متطرفة ،هو واحد من هذه الوسائل والبدائل .
ولان العرب والشعب العراقي يستمتعون بذاكرة سمكية ولا يتعضون من تجارب التأريخ القريب بكل مآسيه وكوارثه ، فان الولايات المتحدة واستغلالا لهذه الغفلة عن التأريخ القريب ، لا يستبعد انها تخطط لتكرار تجربة التعاون مع بعض اجهزة الاستخبارات العربية لاحداث تغيير في بغداد لايصال زمرة جديدة مهمتها فقط وفقط محاربة ايران او على الاقل الحد من دورها في العراق ، من دون ان تفكر ولو للحظة بمآلات اعادة الحياة الى هذه المنظمة الشوفينية الدموية .
ان الرد على القرار الاردني وعلى التحركات الدؤوبة التي تخوضها فروع ومجموعات حزب البعث في بيروت ودمشق وعمان والمنامة وعدن واسطنبول ، يحتاج الى رد واقعي ، والى مواقف جادة وقوية وفاعلة من قبل قادة الحكم في بغداد .
وينبغي ان يكون الرد وفق مخطط واسع وكبير ترصد له الاموال الطائلة مع استعداد بمستوى الاستعداد للحرب من قبل كافة صنوف القوات المسلحة العراقية ورديفها من قوات الحشد الشعبي والتشكيلات التي يجب ان تتكون من التعبئة الشعبية والتي يتعين ان يتم الدعوة اليها تاليا .
وحسنا فعلت احدى الاجهزة الاستخبارية باجراء جرد ومفصل لجميع عناصر حزب البعث المشتغلين والمنسبين في القوات المسلحة واجهزة الدولة وذلك تمهيدا لتوجيه ضربة اجتثاثية وقاصمة لهم وفي الوقت المناسب .
*في الحلقات القادمة ، سأتحدث عن المتغيرات الاقليمية وتاثيرها السلبي على نظام الحكم في العراق وكيف سيستثمر خصوم العراق ونظامه هذه المتغيرات ..؟ كذلك ساكتب مقارنة مفصلة بين قوة الخصوم وعناصر قوة وضعف الدولة والنظام والحكومة في بغداد . ايضا ساطلعكم على هياكل تنظيمات حزب البعث في الخارج ومناطق انتشارها وتواجدها ..
… للحديث بقية .