23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

البعثيون أشرف منكم، حفظوا التعليم وحدود العراق

البعثيون أشرف منكم، حفظوا التعليم وحدود العراق

ليس بالضرورة أن تتكون الحكومات في كل الدول من أصحاب الكفاءات، كما ليس بالضرورة أن يكون البرلمانيون فيها هم أيضاً من أصحاب الكفاءات. ومشكلتنا في العراق ليست في هؤلاء ولا في أولئك، إنما هي في الفرق الواضح بين أصحاب الكفاءات الحقيقيين وبين المزورين الفاسدين الجدد الذين أكلوا الأخضر واليابس ثم انتهوا إلى بيع الوطن بأبخس الأثمان. ولا بأس على العراقيين أن يروا اليوم هذا المريب، الذي باع نفط العراقيين للأجنبي على مرأى ومسمع من الحكومة والشعب، ومازال يتبجح ويتقوى بأذنابه الإيرانيين أصحاب الخطط. لقد أدى الدور المنوط به بالكامل بعد أن أجهز على أهم وزارتين عراقيتين، الأولى وزارة النفط، رأس مال العراقيين اليوم وإلى مئات السنين القادمة، والثانية وزارة التعليم العالي، رأس مال العراقيين إلى أبد الدهر. وها هو الذي باع ثلث العراق إلى الإرهاب العالمي في ليلة واحدة، مازال هو الآخر يتبجح بأصوات أذنابه الإيرانيين. لقد أدى الدور المنوط به، وجلس في الغرفة الأولى، ينتظر الخطط والألاعيب القادمة التي يمسح بها اسم جمهورية العراق عن الخارطة والتاريخ، ولا على عينه من حاجب، ولا رقيب.

لم يبق للحكومة التي أفلست غير أن تنظر يميناً وشمالاً على مال العراقيين البسطاء، تنهبهم، وتحتقرهم، وتزيد من عذاباتهم اليومية بحجة المديونية، وكأنهم هم السارقون، وفي كل مرة لا تجد لها من غريم غير الأستاذ الجامعي، أعلى قيمة في كل البلدان إلاّ العراق، وكأن هذا الأستاذ قد أفرغ الخزينة العراقية مما فيها، ووضعها في جيبه وجيوب أخواله وأعمامه كما فعلوا هم، وكأنه هو الذي أعطى الفلوجة والموصل لداعش، أو كأنه هو الذي باع العراق كله للأمريكان. لم ير الأستاذ الجامعي العراقي من ظلم وجور مثل ما رآه على يد أصحاب الحكومات العراقية المتناوبة التي جاء بها الاحتلال، ولم ينفس البرلمانيون العراقيون الجدد عن نقمتهم إلاّ بأرزاق الأساتذة الجامعيين، من قرار إلى قرار، ومن تعديل، إلى تعديل، إلى تعديل التعديل، وكأن هؤلاء الأساتذة قد طالبوا بتغيير القبلة.

كان البعثيون وما زالوا أشرف من هؤلاء، فقد نصروا التعليم في كل مراحله، وفي زمنهم كانت الجامعات العراقية قبلة أنظار الشباب العربي من الشرق والغرب، وكان الأستاذ الجامعي حر الفكر، إلاّ من تعرض لهم بسوء كما في أي حكم شمولي. وحتى صدام حسين نفسه، وعلى الرغم من شعوره بالنقص من الكفاءة العراقية، إلاّ أنه ترك مسافة معقولة بين توجهاته وتوجهات هؤلاء.
والآن يحق للعراقيين أن يترحموا على التعليم العراقي الذي ذهب قادته أدراج الرياح، كما يحق لهم أن يترحموا على ثروتهم النفطية التي سرقها التيس من أمام عيونهم وباعها للأجنبي عينك، عينك. أما الجيش العراقي الذي أندثر أولاً فهذه حكاية قامت وانتهت منذ سنين، وهي معروفة للجميع

يا عراقيون انتبهوا.. انتبهوا لمستقبل أبنائكم الذي يسرقونه منكم.. انتبهوا، ولا تتحسروا، فمازال الأمر بأيديكم رغم كيد الشياطين