27 ديسمبر، 2024 6:03 ص

أمضى العرب أكثر من قرن يمعنون بالكتابات الخانعة التبريرية التفسيرية , الراكعة للحال والمستسلمة لكل مآل.
ومنذ بداية هذا القرن الوثاب , إزدادوا إمعانا في الكتابة بمداد الإنصفاد والتكبل بإرادة الآخرين , والسعي الجاد لتحقيق مصالحهم وبوتيرة فائقة وتعجيل غير مسبوق.
فكم كتبوا عن معاهدة سايكس- بيكو , والآن يتحدثون عن تمزيق ما أوجدته تلك المعاهدة , وما يسود تلك الكتابات والأحاديث , أن العرب بلا إرادة , ولا حول ولا قوة , إلا الإذعان والرضوخ وتنفيذ مشاريع تُفرض عليهم.
عُقد مؤتمر واجتمع فيه القادة العرب وتم إملاء خارطة المنطقة الجديدة عليهم , وما نبس واحد منهم ببنت شفة , سوى قول “نعم” وسيتم التنفيذ على أحسن ما يُرام!!
وما نقرأه هو صدى لهؤلاء الذين أذعنوا للآخرين , وكأن رؤوسهم تحت أقدامهم!!
وفي خضم الويل والقهر والتدمير العربي – العربي , يغيب سؤال يخشى الكثيرون من طرحه , ألا وهو : أين مصالحنا , ولماذا لا نسعى لتحقيقها , وكيف بنا نكون أدوات لتحقيق مصالح الآخرين؟!
فلا توجد مجتمعات بهذه المواصفات في الدنيا , إلا في أرض العرب , الذين باعوا كل شيئ , وتحولوا إلى سبايا في مزادات الفتك الحضاري الشديد.
لماذا لا يفكر العرب بمصالحهم؟!
الآخرون من حقهم التفكير بمصالحهم , وعندما يجدون قطيعا من الكراسي المستسلمة لما يريدونه ويطمحون إليه , فأنهم يستثمرون فيهم أعظم إستثمار.
فلماذا نلوم الآخرين ونتباكى ونتظلم , والعيب فينا وليس فيهم؟!
لماذا نضع المسؤولية على القوى ذات المصالح , ونحن ما عرفنا مصالحنا , ولا إحترمنا إنساننا , ولا وفرنا له أبسط الخدمات والحاجات الضرورية لحياة حرة كريمة؟!
المجتمع العربي بأكمله في مأزق الإنسحاق والإنطحان برحى المصالح , والعيب في ساسته ومثقفيه ومفكريه وعمائمه وقادته والتابعين لذوي البرامج والأجندات.
فهل علينا أن نقيم نصبا تذكارية لسايكس وبيكو , ونترحم عليهما لأنهما منحونا فرصة لمدة قرن , ما عرفنا كيف نستثمرها , ونبني دولنا العربية المتحدة المتفاعلة بحرية وآليات دستورية ذات قيمة معاصرة , كما فعلت المجتمعات التي كانت محتلة؟!!
العيب فينا ياعرب , فلا يجوز لنا أن نلقي باللائمة على الآخرين , ونعيش في وهم المؤامرة , ونحن العاجزون على التآمر من أجل مصالحنا , والماهرون بالتآمر عليها وعلى بعضنا!!