18 ديسمبر، 2024 8:56 م

البعثات ……..واثارها السلبية

البعثات ……..واثارها السلبية

لي صديق في احد مؤسسات التعليم العالي يبلغ سن التقاعد عن قريب فسألته ..ماذا تفعل بعد التقاعد فاجابني ساذهب الى (امريكا) وعند التقصي عن حالته وكيف سيغادر الى امريكا. عرفت عن حياته بانه في بداية الثمانينات حصل على بعثه الى (امريكا) لدراسة البكالوريوس لانه حاصل على دبلوم فني وهو متزوج ورزق بطفل هناك وابنه مواليد (امريكا) وعند عودة الى العراق بعد مضي ست سنوات هناك تم تعيينه في التعليم العالي واثناء الحصار في التسعينات ترك الوظيفة لاسباب معيشية لمدة عشر سنوات وعاد بعد سقوط النظام كمتضرر وسعى لاضافة خدمتة … ورزق وهو في العراق باثنين من الاولاد واكملوا تحصيلهم الدراسي هنا الابن الاكبر اكمل التخصص الطبي ولكونه مواليد امريكا فحصل على لجوء اليها بسهوله لكونه حاصل على جنسيتها وهو مستقر هناك ثم قام الابن الاكبر بسحب اخوانه الباقين ولم يتبقى لهم في العراق الا الاب والام وهم بانتظار الراتب التقاعدي وبعدها سيلتحقون بهم ومما يسهل ذلك على الاب كونه حاصل على شهاده من امريكا…اذن نتيجة هذه البعثه خسرنا الطاقات البشرية لانه كلهم هناك وخسرنا الاموال ايضا نقصد بها العملة الصعبة التي صرفتها الدولة عليه وهو في الابتعاث وكذلك الاموال التي صرفت على تعليم ابناءه اولا وكذلك العملة الصعبه كراتب تقاعدي عند تحويله هناك والاهم خسرنا عائلة عراقية بالكامل المفروض ان تساهم في بناء البلد وخدمته مقابل دراسة بكالوريوس وهي متوفرة في الجامعات العراقية … ومن دراسة بسيطة لموضوع البعثات عرفت بان نصف المبتعثين في السبعينات بقوا هناك والنصف الاخر لحق بهم بعد التقاعد كحالة صديقي ….. اذن ما الذي جنيناه من الابتعاث !!!
وعادت الدولة الجديدة ترسم نفس سياسات النظام السابق حيث ارسلت خلال سنة واحدة عشرة الاف بعثة دراسية بدون دراسة منطقية للاحتياج واغلبهم من الذين رزقوا اطفال هناك ويحملون ميلاد وجنسية تلك الدول وبالتالي مصيرهم نفس قصة صديقنا في بداية الكلام اي انهم سوف يتهيؤون لخدمة بلدان اخرى لسبب او لاخر والادهى من ذلك ان منهم غير معينين في دوائر الدولة وفي معاملته يوجد تعهد مفاده (الدولة غير ملزمه بتعيينه) اي هو حر بالذهاب الى اي دولة اخرى وبالتالي لقمه سائغه ….سؤالي. من المسؤول عن هذه المهزلة ….طبعا بكلامي هذا سيزعل الكثيرون خصوصا طلبة البعثات لكننا نتمثل بقول الامام علي ع (ما ابقى لي الحق من صديق)