20 ديسمبر، 2024 12:00 م

“البطولة الشخصية والذعر الوجودي” بأفلام: سقوط اوليمبوس والنسيان والمكالمة2013

“البطولة الشخصية والذعر الوجودي” بأفلام: سقوط اوليمبوس والنسيان والمكالمة2013

…وبالرغم من التفاوت بمواضيع الطرح واسلوب الاخراج ونمط استخدام المؤثرات وتكاليف الانتاج ، فقد وجدت هذه الأفلام تشترك بقاسمين مشتركين أعظمين هما الذعر الوجودي والبطولة الشخصية، كما أنها تشير لدرجة القلق والتوتر والخوف التي تعتمل داخل نفسية الانسان الأمريكي، فهو يخشى هجوما ارهابيا مرعبا على البيت الأبيض، فد يتصاحب مع تدمير ذاتي للصواريخ النووية مما يعيد أمريكا للعصر الحجري، كما يخشى من هجوم متوقع لكائنات فضائية وحشية تحيل كوكب الأرض “لخرابة” وأرض قاحلة مشعة، كما أن الانسان العادي يخشى على بناته المراهقات الجميلات من الاختطاف من قبل مجرم سادي مريض لا يرحم!

علما بأن البطولة الشخصية تحدث هنا بالصدفة وليست قصدا، فالأبطال في الأفلام الثلاثة يجدون انفسهم مجبرين وبوضع لا خيار لهم فيه، مما يضطرهم بايعاز من الضمير الذاتي والحس الأخلاقي والوظيفي لأن يقوموا بأعمال خارقة ترقى لمستوى البطولة بهدف انقاذ مجتمعاتهم الانسانية من دمار وشيك وكارثة مؤكدة، وبغض النظر عن المبالغات السينمائية الاستعراضية والطروحات السياسية الخفية التي تكمن مجاز بثنايا هذه الأفلام، الا انه يفضل ان نعترف أننا كعرب ربما

نفتقد لحس البطولة الفردية لدرجة كبيرة، سواء على النطاق الفردي اوعلى المستويات الوطنية والقومية (الا ما ندر)!

بفيلم “سقوط اوليمبوس” يجد كبير حراس الرئاسة الأمريكية السابق المهان والمحبط “بانينغ” نفسه محاصرا داخل البيت الأبيض في اعقاب هجوم ارهابي كوري شمالي منظم، هكذا يجبر على استخدام معرفته الدقيقة بخفايا المكان وأسماء الحراس ومواقعهم، ساعيا للتنسيق الكامل مع وكالة الأمن القومي، باذلا قصارى جهده وطاقاته ومهاراته القتالية لانقاذ الرئيس الأمريكي من خاطفيه القساة …

تمت اعادة بناء الطابق الأول ومدخل البيت الأبيض، فيما ساعد الكمبيوتر على اضافة مشاهد مطابقة للطابق الثاني وسقف المبنى، وتم الاعتماد كليا على المؤثرات البصرية المولدة بواسطة الحاسوب لاقناعنا بواقعية الأحداث، ومنها مشاهد الاستهلال التي انتهت مأساويا بمقتل السيدة الاولى أثناء عودتها بالطريق الخارج من منتجع “كامب ديفيد” الشهير…تضافرت هنا جهود المخرج البارع انتوني فوكوا (مخرج فيلم يوم التدريب) مع الأداء المعبر لجيرارد بتلر، وانسجمت مع حركات استيلاء عملاء كوريا الشمالية على الشقرة السرية “اوليمبوس” ونجاحهم باختطاف الرئيس، كما أبدع كل من آرون ايكهارت ومورغان فريمان وانجيلاباسيت وميليسيا ليو بأداء ادوارهم في تناغم ديناميكي أنجح فيلم الأكشن المثير هذا.

يلمع لتحليله بهذه الخلاصة،في الفيلم الثاني الذي أتعرض ، ويبدو كاكاوبوي )2013(الممثل توم كروس بفيلم النسيانمستقبلي خيالي يمتطي طائرات الدرون المستحدثة ” متوحد“بدلا من الخيل في سهول وهضاب الويسترن، حيث يستبدله هنا ببقايا عالم مدمر ومقفر وسيريالي عجيب، وتتحدث القصة رثي لكوكب الأرض الذي دمر بطريقة عن مستقبل افتراضي كامرعبة، وحيث يسعى ميكانيكي فضاء شجاع ليقوم باصلاح طائرات الدرون المعطوبة واستخلاص بقايا بعض الموارد ليمنعها ،الأرضية الهامة ومواجهة مسوخ فضائية عدائية، ةمن التعرض للمحطات الأرضية المتبقي ببسالة وجرأةحمية البشرية المتبقية (الممثل ويدعمه بسعيه هذا قائد الم!المخضرم مورغان فريمان بدور لافت)

قام المخرج براد اندرسون فقد الفيلم الثالث “المكالمة”أما في تشويق لاهث حافل بالرعب وبمشاعر الشعور “شريط”بتقديم قسم الطوارىء مكالمة ةستقبل مشغلتبالذنب، وخاصة عندما غامضة من فتاة مختطفة، حيث تدرك البطلة (الممثلة السمراء جه قاتلا محترفا من ماضيها، واالقديرة هالي بيري) أنها ت تتحمل مسؤلية انقاذ حياة هذه الفتاة المجهولة ربما نهاأو…وقد حضرت بيلي نفسها (الممثلة الشابة أبجيل بريسلين)، وبمراقبتها 911ها لمركز الاتصالات للدور الصعب بزيارتالحثيثة للمشغلين والتفاعل الواقعي مع الضغط الهائل على

حالةالاتصال الدائم مع الفتاة مدار الساعة…كما أتقنت صفحة من الحوار 21الضحية، وتدربت عمليا على قراءة 911المتواصل مع مشغلة المركز

ة بلا انقطاع لاتقان دقيقة كامل 21عملت هالي بيري لمدة مشاهد الاتصال “الحابسة للأنفاس”، وحتى تنجح بالحفاظ على زخم الحالة العاطفية مع الضحية واظهار درجة الاحباط .والرعب والقلق

أحدث المقالات

أحدث المقالات